الشبكة المغاربية ...لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

عزيزي الزائر أهلا و سهلا بك في منتداك و منتدى الجميع ، الشبكة المغاربية لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير التي هي لجميع الناس لدعوتهم بالحكمة و الموعظة

الحسنة إلى الإسلام الصحيح .

فهيا سجل معنا في منتداك لتعيننا على الدعوة في سبيل الله و على نشر دينه و على نصرة نبيه و نصرة الإسلام و المسلمين .



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الشبكة المغاربية ...لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

عزيزي الزائر أهلا و سهلا بك في منتداك و منتدى الجميع ، الشبكة المغاربية لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير التي هي لجميع الناس لدعوتهم بالحكمة و الموعظة

الحسنة إلى الإسلام الصحيح .

فهيا سجل معنا في منتداك لتعيننا على الدعوة في سبيل الله و على نشر دينه و على نصرة نبيه و نصرة الإسلام و المسلمين .

الشبكة المغاربية ...لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة

» هل أُريد بحديث الغدير النص على عليٍّ بالإمارة والخلافة؟ وما حقيقة قصة الغدير؟
 ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية Emptyالخميس فبراير 27, 2014 2:48 am من طرف آكسل

» اوضح لنا معتقدك يا رافضي - يا شيعي
 ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية Emptyالخميس فبراير 27, 2014 2:09 am من طرف آكسل

» هذا بعض ما قاله سيدنا علي في حق الصحابه يا شيعه
 ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية Emptyالخميس فبراير 27, 2014 2:05 am من طرف آكسل

» حوار عقلاني مع جاري ؟
 ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية Emptyالأربعاء فبراير 26, 2014 7:57 pm من طرف fergani

» التوحيد 000
 ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية Emptyالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 12:23 pm من طرف أبن العرب

» حتى لا تكون فتنة : وجود الشيعة في المغرب العربي
 ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية Emptyالإثنين يناير 21, 2013 10:18 pm من طرف أبن العرب

»  الإمام مالك رحمه الله وموقفه من الرافضة
 ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية Emptyالخميس نوفمبر 08, 2012 7:46 pm من طرف عثمان الخميس

» علي بن أبي طالب هو الذي هدى كل الأنبياء وهو الذي نجى نوح وصاحب ابراهيم _وثيقة_
 ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية Emptyالخميس نوفمبر 08, 2012 7:33 pm من طرف عثمان الخميس

»  علماء الراقظة يفترون الكذب على الله عز وجل : من عصى الله وأطاع علي يدخل الجنة ومن أطاع الله وعصى علي يدخل النار ؟؟؟ وثيقة
 ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية Emptyالخميس نوفمبر 08, 2012 7:18 pm من طرف عثمان الخميس

» الشناوي وحفيد مبغض آل البيت... مامعنى ولي مولى و ولاية ؟؟
 ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية Emptyالجمعة نوفمبر 02, 2012 5:14 pm من طرف عثمان الخميس

سحابة الكلمات الدلالية

صوت المغاربة

عدد الزوار

.: أنت الزائر رقم :.

اخترنا لك

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية

    avatar
    عزوز أبو أميمة الحسني
    المدير العام


    عدد المساهمات : 775
    تاريخ التسجيل : 07/06/2010
    الموقع : بلاد ا لاسلام

     ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية Empty ملف عن الشيعة في تونس... بعد الثورة من السرية إلى العلنية

    مُساهمة من طرف عزوز أبو أميمة الحسني السبت يونيو 02, 2012 1:26 pm



    ليس
    من السهل ولوج عالم الشيعة في تونس نظرا لحساسية هذه المسألة وصعوبتها
    والجدل القائم حولها. وقد اختلفت الآراء حول هذه الظاهرة التي ظلت طي
    الكتمان في الفترة الماضية.



    فثمة
    من يناهضها باعتبارها طارئة على المجتمع التونسي الذي يعتنق المذهب
    المالكي السني وعرف بتناغمه الديني ووحدة المذهب طوال عقود بخلاف بلدان
    المشرق العربي التي عانت من ويلات الانقسامات الدينية والمذهبية . كما ان
    هناك شكوكا تحوم حول ارتباط الفكر الشيعي الذي يروج له حاليا بقوى خارجية
    لها مصالح استراتيجية في المنطقة ومشاريع مستقبلية ترغب في تحقيقها من باب
    الفكر الديني واستقطاب عقول الشباب خاصة ان عدد المقبلين على التحول
    للمذهب الشيعي تزايد في تونس بعد نجاح ثورة الخميني كمرحلة أولى وبعد
    انتصارات المقاومة اللبنانية. ويتحدث الدكتورالتيجاني السماوي وهو كما
    تقدمه الأوساط الشيعية أحد أئمة الشيعة التونسيين في كتابه « ثم اهتديت»
    عن وجود «مئات الآلاف» من المتشيعين ويقول انهم منتشرون في أغلب ولايات
    البلاد. وثمة من يدافع عن ظاهرة التشيع باعتبارها جزءا من الإرث الثقافي
    والحضاري لمنطقة شمال افريقيا وتونس وانها تدخل في اطار حرية المعتقد .

    وفي
    الأثناء تطرح عديد التساؤلات أبرزها لماذا انتشرت هذه الظاهرة في تونس
    تحديدا في السنوات الأخيرة وما الدافع لإقبال البعض على التشيع الذي يقوم
    على المذهب الإمامي الإثني عشري المعروف بأنه مذهب الجمهورية الإيرانية
    ..وللإجابة عن مختلف هذه الاستفهامات اقتحمت»الأسبوعي» عالم التشيع في
    تونس والتقت بالناشطين الشيعيْين مراد الشلبي رئيس جمعية المودة الثقافية
    الشيعية التي تنتظر الترخيص وعبد الحفيظ البناني مدير دار الزهراء للنشر
    اضافة الى الاستاذ الاكاديمي المختص في الحضارة الفاطمية ناجي جلول
    الذيشرح لنا تاريخ التشيع في تونس ومختلف الفرق الشيعية المعروفة والفروق
    بينها . كما تحدثنا مع الاستاذ الاكاديمي مدرس العلوم السياسية صلاح الدين
    بن عبيد واستاذ التاريخ بجامعة منوبة محمد ضيف الله والاعلامي والسياسي
    الناصر الخشيني المعروف بخطه القومي التقدمي المناهض للمد الايراني
    الشيعي.

    ناجي جلول استاذ اكاديمي مختص في الحضارة الفاطمية :لا وجود للشيعة الإثني عشرية في تاريخ تونس

    لإلقاء
    الضوء أكثر على تاريخ التشيع في تونس وجذوره توجهنا بالسؤال الى الأستاذ
    الاكاديمي ناجي جلول المختص في الحضارة الفاطمية الذي استعرض ابرزالمذاهب
    المكونة للفكرالشيعي ونشوءها واوضح في حوار لـ « الاسبوعي « بان الشيعة
    الاثني عشرية لا وجود لها اساسا في تاريخ تونس وان التشيع الوحيد الذي
    عرفته البلاد هو القائم على المذهب الاسماعيلي.

    فروع متعددة

    ويستعرض
    الأستاذ جلول بداية ابرز المذاهب الشيعية التي عرفتها المنطقة العربية وهي
    العلوية والإمامية الجعفرية والإثنا عشرية والإسماعيلية اضافة الى فرق
    الدروزوالحافظية والطيبية ويوضح قائلا : « ارتبطت الإمامية الجعفرية
    بأبناء الحسين شهيد كربلاء باكرا بالفرق التي يطلق عليها أصحاب المقالات
    عادة « غلاة الشيعة» مثل السبئية والكيسانية والجناحية. وفي هذا الوسط
    ظهرت بوادر عقيدة النص وحلول روح الله في الإمام وتفرد الأئمة بعلم الباطن
    والغيبة ورجعة الإمام. على ان الملامح الكبرى للإمامية سوف لن تتضح الا في
    بداية العصر العباسي أيام إمامة جعفرالصادق سنة 765 م الذي يعتبر بلا
    منازع مهندس الفكر الشيعي المبكر.ومن الامامية الحسينية ستنحدركل فروع
    الشيعة المعروفة اليوم.

    واما بالنسبة الى
    مذهب» الاثني عشرية» فيبين الأستاذ جلول ظروف نشأتهقائلا:» عين جعفرالصادق
    الإمام السادس ابنه اسماعيل خليفة له بقاعدة « النص». لكن هذا الأخيرتوفي
    في حياة أبيه سنة 761 م. وذهبت الفرقة التي عرفت فيما بعد بالاثني عشرية
    الى موسى الكاظم الابن الثاني لجعفر الصادق هو الامام السابع، كما كون
    أتباعه سلسلة من اثني عشر إماما تبدأ بعلي بن ابي طالب وتنتهي بمحمد بن
    الحسن العسكري الذي اختفى بسرداب سامراء سنة 869 دون وريث. وفي بداية
    القرن السادس عشرالميلادي جعل شاه اسماعيل مؤسس الدولة الصفوية الايرانية
    من الاثني عشرية مذهبا رسميا للبلاد الايرانية مما جعلها تغلب الى اليوم
    على اقاليم فارس وجنوب العراق. «

    اما بالنسبة
    الى الاسماعيلية فيتابع موضحا:» ان هناك جزءا من أتباع جعفر الصادق بقوا
    أوفياء لإمامة ابنه اسماعيل خلافا للإثني عشرية، وادعى بعضهم انه لم يمت
    بل سيعود مهديا او قائما وأقر آخرون إمامة ولده محمد ، ومن هذه البيعة
    نشأت الاسماعيلية اوالسبعية أشهر فرق الشيعة» .

    وبالنسبة
    الى الفرق الشيعية الأخرى مثل العلوية فأكد بان هذه الدعوة ظهرت بعد
    اجتماع السقيفة وإجماع كبارالصحابة على مبايعة ابي بكر الصديق خليفة
    للرسول (ص). وينقسم العلويون الى ثلاثة فروع رئيسية : الحسنيون (سلالة
    الحسن) الحسينيون (ابناء الحسين) وأعقاب محمد بن الحنفية. وقد ادى فرار
    العلويين من المشرق هربا من اضطهاد العباسيين الى نشأة دولة الأدارسة
    الحسنيين في المغرب الاقصى سنة 173 م والى هذا الفرع تنتمي الإمارات
    الزيدية التي قامت باليمن وطبرستان من العهد الاوسط وكذلك أشراف مكة
    والسلالات الحاكمة العلوية بالمغرب والهاشمية بالأردن والعراق في العصر
    الحديث.

    وقد نشأت فرق شيعية اخرى في فترة
    لاحقة مثل الدروز الذين ظهروا كحركة دينية عام 1017 م بدعم من الخليفة
    العزيزالحاكم بأمر الله قادها حمزة بن احمد الزوزني تدعوالىتأليه الحاكم
    بالله، ولكن لم تجد في مصرأرضا خصبة فنزح اتباعها الى بلاد الشام حيث
    عرفوا فيما بعد باسم الدروزالموحدين.

    الاسماعيلية المبكرة

    وعن
    نشوء الاسماعيلية المبكرة كحركة سياسية أجابنا الأستاذ جلول بالقول : «
    نشأ هذا المذهب كحركة سياسية ثورية ذات بعد اجتماعي فلسفي وعملت على بث
    تعاليمها في أوساط الموالي من فرس وبربرأي الشعوب التي عانت خلال
    العصرالأموي من تبعات العصبية العربية. وكان محمد بن اسماعيل اوالامام
    الغائب قد بدأ دعوته من خوزستان جنوب غرب فارس ثم انتقل مركزها الى مدينة
    سلمية قرب حمص. وفي منتصف القرن الثالث للهجرة تطورت الحركة بشكل ملحوظ
    وبثت دعاتها في العراق وفارس وخراسان وبلاد ما وراء الهند والسند . « اما
    عن أسس العقيدة الاسماعيلية فأردف :» أساس العقيدة الإسماعيلة كان التفريق
    بين الظاهر والباطن أي الحقائق الخفية للقرآن التي لا تفكك الا بواسطة
    التأويل الذي اصطفى به الله الأئمة. اما تاريخ الانسانية بالنسبة لأتباع
    هذا المذهب فهو يتركب من سبعة حقبات يدشن كل منها رسول ناطق صاحب رسالة .
    يعقبه اساس او صامت يفسر باطن الوحي وإمام. و يعتبر علي بن ابي طالب أساس
    لمحمد ( ص) أما إمامه فهو محمد ابن اسماعيل المهدي المنتظر الذي سيملأ
    الأرض عدلا بعد ان تملأ جورا وظلما. ويوضح جلول بان أهمية الإمامية تكمن
    في تواصلها خلافا لحلقة النبوة التي انتهت مع موت الرسول ( ص). مما يسبغ
    عليها قدسية خاصة ويجعل منها اول ركن من اركان العقيدة .

    اول خلافة شيعية

    وحول
    تاريخ التشيع في المغرب العربي عامة وتونس خاصة أفادنا الأستاذ جلول بأن
    التشيع في تونس ارتبط ارتباطا وثيقا بتأسيس الدولة الفاطمية سنة 899 م
    ويبين حيثيات قيامها قائلا :» حينما تولى عبد الله بن الحسين رئاسة الدعوة
    المركزية ادخل على العقيدة الإسماعيلية تحويرات تمثلت خاصة في اعتماد
    كسمولوجيا جديدة مستمدة من الفلسفة الأفلاطونية المحدثة تعطي حيزا اكبر
    لعلم الظاهروتقول بتفرد الله بصفاته ( ليس كمثله شيء ). وتعطي قيمة للعقل
    المبدع الذي تفرعت عنه النفس. و تخلى في الفقه عن بعض مقومات علم الفروع
    مثل زواج المتعة. أدت هذه الإصلاحات الى انشقاق القرامطة وظهورالإسماعيلية
    القرمطية كحزب منافس للإسماعيلية الفاطمية، وهو ما دفع بالمهدي الى الهروب
    الى المغرب سنة 909 م حيث القي عليه القبض أمير سجلماسة وحبسه. وفي نفس
    السنة تمكن داعيته عبد الله الشيعي من تجنيد قبيلة كتامة البربرية وكون
    جيشا قوض بواسطتة أركان الإمارة الأغلبية بافريقية. ومنها انطلق الى بلاد
    السوس وخلّص المهدي من الأسر ونصبه على عرش رقادة بالقيروان معلنا عن
    ميلاد أول خلافة شيعية في ربوع دارالاسلام» .

    ويتابع
    :» ثم جاء تأسيس المهدية سنة 910 م على يد عبيد الله المهدي حيث انطلقت
    أساطيله وجيوشه لبسط نفوذها على كل بلاد المغرب وجزر المتوسط. وعاد
    الفاطميون بعد ذلك مجددا إلى القيروان واتخذوا صبرة المنصورة عاصمة
    لحكمهم. كما تمكن الخليفة الرابع المعزلدين الله الفاطمي من هزم الإخشيدية
    وبسط نفوذه على مصر وبلاد الشام و قام قائده جوهرالصقلي بتأسيس مدينة
    القاهرة وجامع الأزهر. وأمام تفاقم الخطرالقرمطي قام المعز بتحويل قاعدة
    الخلافة الى القاهرة لينتهي التواجد الشيعي ببلاد المغرب خاصة بعد قيام
    الصنهاجيين في القيروان بإعادة المذهب السني المالكي الى البلاد» .

    شيعة الأمس واليوم

    يلفت
    الأستاذ جلول الى ان الفترة الفاطمية تعتبر العصر الذهبي للبلاد التونسية
    في العهد الإسلامي. كما غدت المهدية العاصمة السياسية والاقتصادية
    والثقافية لبلاد المغرب قاطبة. وتميز هذا العهد بظهور» الصداق القيرواني»
    الذي أعطى مكانة خاصة للمرأة وحماها من تسلط عالم الرجال. وقد سلك
    الفواطمسياسة مدنية فريدة ألفت بين الشيعي والمالكي والحنفي والخارجي كما
    سلك الخلفاء منذ عهد القائم بأمرالله سياسة تقارب مع الأوساط المالكية
    فكانوا يغدقون الهدايا على عّباد الرباطات ويشيدون لهم الحصون ويغضون
    الطرف عن قيام رمضان ( التراويح) المحرم أصلا لدى الإسماعيلية.

    اما
    بالنسبة الى الايمان بالولاية للفاطميين الاسماعيليين فإنهم كانوا ينهون
    اتباعهم عن تفضيل الأئمة ووضعهم في مقام الانبياء. فلم يعد المذهب الشيعي
    الرسمي يتجلى إلا من خلال الأذان وخطبة الجمعة وتعويض رؤية الهلال بالحساب
    الفلكي.

    ويخلص الاستاذ جلول في ختام حديثه الى
    ان المذهب الشيعي منذ دخوله الى المنطقة جاء بشكله الاسماعيلي في تونس
    اوالعلوي في المغرب وبانه لا وجود للمذهب الاثني عشري في تاريخ البلاد.

    عبد الحفيظ البناني :الشيعة موجودون في افريقية وتاريخهم مرتبط بدخول الاسلام

    من
    الصعب طرق باب المتشيعين في تونس، فرموز المذهب الشيعي الجعفري الامامي او
    نشطاؤه كانوا قبل 14 جانفي يمارسون اعتناقهم في الخفاء والخوف من قمع
    السلطات حسب قولهم رغم ان جهات عديدة تخالف هذا الرأي. أما اليوم فالعديد
    منهم يبدون حماسة للإعلان عن مذهبهم والتعريف به عبر جمعية «المودة
    الثقافية» التي تنتظر الترخيص. «الأسبوعي» التقت عبد الحفيظ البناني وهو
    احد نشطاء التشيع ونائب رئيس جمعية المودة الثقافية ومدير دار الزهراء
    للنشر وتوجهت اليه بجملة من التساؤلات عن ظاهرة التشيع في تونس و مدى
    ارتباط الفكر الشيعي الحديث بالمد الإيراني .

    رحلتك مع التشيع كيف بدأت؟

    -بدأت
    رحلتي مع التشيع سنة 1984 بعد نيلي شهادة الباكلوريا بتونس وقد اضطرتني
    الظروف السياسية المضطربة التي عرفتها البلاد آنذاك للسفر الى سوريا .
    والتحقت سنة 1985 بكلية الحقوق بجامعة دمشق وفي هذه الأثناء درست العلوم
    الشرعية في الحوزة العلمية في السيدة زينب ( مرحلة المقدمات ومرحلة السطوح
    ) اي ما يعادل الدكتوراة في الفقه في النظام الأكاديمي. ثم سافرت الى
    فرنسا حيث تابعت دراستي في كلية الحقوق والعلوم السياسية وتحصلت على
    الماجستير.

    وقبل مغادرتي تونس كان لدي العديد
    من التساؤلات والهواجس وكنت أعيش حالة من الاضطراب الفكري العقائدي .
    وللأسف لم أجد الأجوبة لدى المذهب المالكي او المدرسة السنية عموما .
    وشاءت الصدفة ان اكتشف المذهب الجعفري عن طريق زميل لي هو طالب لبناني .
    حيث خضنا سويا في حوار عن المذاهب وكلامه دفعني الى الاطلاع على العديد من
    الكتب العلمية الشيعية غير المعروفة في تونس مثل المراجعات وكتب الإمام
    الصادق والإمام الخميني. وانفتح باب الحوار والسجال وانكببت على المطالعة
    وبقيت انهل من الكتب الدينية الشيعية حوالي سنتين حتى اقنتعت بان المذهب
    الشيعي حق وعاتبت نفسي لماذا لم أتعرف على هذا الفكر من قبل وعاتبت
    المرجعيات الشيعية بعد ان تعرفت إليها وتساءلت لماذا كتب أهل البيت لا تصل
    إلى تونس والمغرب والجزائر. ففي تونس مذهب واحد هو الذي طغى على سطح
    المشهد الديني هو المذهب المالكي وحتى انتماء الناس اليه مجرد انتماء
    تقليدي بالوراثة . والمالكية فرضت بالقانون منذ زمن المعز بن باديس في
    القرن الخامس الهجري واستمرت الى الآن بحد السيف. وهو مذهب ربما فيه
    ايجابيات ولكن فيه الكثير من السلبيات وأهمها انه يغيب العقل ولا يهتم إلا
    بمسألة الحديث أكثر مما يركز على الجانب العقلي ، فترون التدين الغالب
    اليوم على التونسيين هو التدين القشري الذي يركز على جانب الحديث اكثر من
    تركيزه على جانب العقل في حين ان المذهب الحنفي اهتم اكثر بمسالة العقل
    والاستنباط الشرعياما المذهبان الحنبلي والمالكي فانهما لا يتعديان كونهما
    مدارس حديثية وليست مدارس فقهية بمعنى استنباط الحكم الشرعي من أدلته
    التفصيلية.

    رغم ان الامام مالك بن انس قرأ عند الامام جعفر الصادق وهو احد الأئمة الشيعة الكبار؟

    -الامام
    مالك تأثر كثيرا بالامام جعفر الصادق وله مقولة مأثورة :»ما رأت عين ولا
    سمعت اذن بافقه من جعفر بن محمد عيه السلام:» فالإمام جعفر الصادق مشهود
    له بأنه استاذ الكل لذلك كل المذاهب الإسلامية سنة وشيعة نقلت عن مدرسة
    أهل البيت.

    هناك من يتهم رموز التشيع في تونس بأنهم ينشرون هذا المذهب في الجسم السني المالكي التونسي وانه دخيل على المنطقة. فما رأيكم؟

    -الشيعة
    موجودون في افريقية وتاريخهم مرتبط بتاريخ دخول الإسلام الى هذه المنطقة .
    ولكن هل نرفض هذا الفكر لان ليس له جذور.وهذا الرفض مرده الى جهل
    التاريخ.وهناك اشكال آخرفالتفاعل الحضاري والثقافيمهم واذا وجدنا عند
    عدونا فكرة جيدة فلماذا لا نأخذ بها. الفكر الإنساني متلاقح وهناك قيم
    انسانية مشتركة بين اليهودية والمسيحية والإسلام فهل يعني ذلك ان لا ننهل
    من التراثين المسيحي اواليهودي لأنهما ليسا جزءا من تراثنا؟ هذا ليس كلاما
    سليما. وبالنسبة إلى التشيع في تونس فقد دخل مع الفتح الإسلامي منذ سنة 27
    هجري مع العبادلة السبعة في مرحلة أولى ثم بعد ذلك دخل مع الفاتحين وهم من
    أحباء أهل البيت بل ان بعض الباحثين يعتبرون التشيع معلما من المعالم
    المهمة في افريقيا وانه لم يكن ليتجذرلولا ايمان الناس بظلم أهل البيت.
    لأن الصورة القاتمة التي عكسها الأمويون والعباسيون عن الإسلام جعلت
    أفواجا كبيرة تخرج من هذه الديانة و لم يترسخ الإسلام في تونس وفي إفريقيا
    الا بعد اندفاع شعوب المنطقة للإطلاع على ثقافة أهل البيت ومحبتها لهم
    وشعورهم بان هؤلاء يمثلون فعلا الإسلام الصحيح. وان هذا الإسلام السياسي
    الذي يروج له الولاة الأمويون والعباسيون هو ابعد ما يكون عن الإسلام.

    قلتم
    انكم تريدون العودة الى الجذور لكن ثمة من يقول بان التشيع الحديث الذي
    جئتم به ليس نفس التشيع القديم في شمال افريقيا الذي كان اسماعيليا فيما
    التشيع الحديث جعفري دخيل . فما ردكم؟

    -أريد
    أن أوضح ان المؤرخين اقروا بان الإمام جعفرالصادق بعث برسولين الى تونس
    لنشرالدعوة واحدهما استقرفي الكاف بينما استقرالآخرفي جنوب تونس . وقد
    عملا على هداية الناس وتعريفهم بالمذهب الامامي الاثني عشري الذي كان
    سابقا على المذهب الاسماعيلي الفاطمي بنحو قرن ونصف . ومن ثم جاء
    الفاطميون مع عبد الله الشيعي في القرن التاسع الميلادي سنة 180 للهجرة
    واستفاد الفاطميون من هذا الحب الجارف لأهل البيت وأسسوا عليه دولتهم خلال
    4 سنوات فقط قضاها عبد الله الشيعي في الدعوة وكان يتنقل بين المناطق
    واستطاع انيجمع كافة القبائل في شمال افريقيا على الولاء لأهل البيت
    وإنشاء هذه الدولة الجديدة التي سميت الدولة الفاطمية المهدية.

    اما
    بالنسبة الى الإسماعيلية الفاطمية فهي مذهب سياسي وليس بمذهب عقائدي فقهي.
    فهناك مذاهب نشأت وحسبت على التشيع لكنها ليست بمذاهب فقهية عقائدية مثل
    الزيدية والإسماعيلية ثم شيئا فشيئا جاء الحكام واوجدوا لها القواعد
    الفقهية ولكنها بالأساس عبارة عن مذاهب سياسية. كما ان المؤرخين يقرون بان
    المذهب الوحيد المعترف به شيعي وهوالمذهب الإمامي الممثل الوحيد لمدرسة
    أهل البيت والصق به اسم الجعفري . اذن التشيع في تونس وشمال افريقيا كان
    سابقا على التشيع في كثير من مناطق الشرق. لذلك فالتشيع القديم بدأ مع
    دخول الفاتحين الأوائل ثم بعد ذلك حصلت فتن كبيرة في تونس خاصة في زمن
    الدولة الصنهاجية التي أصدرت قانونا يحول الناس الى المذهب المالكي وتم
    ارتكاب مجازرفي القيروان لإجبار الناس على التحول وترك المذهب الشيعي ولعب
    فقهاء السوء دورا سلبيا في ذلك . ثم قام الفاطميون بإرسال جيوش من
    الهلاليين الذين اجتاحوا شمال افريقيا وانهوا جميع مظاهرالحضارة فيه.

    ثم
    نأتي الى التشيع الحديث مع الصحوة الإسلامية سنة 1979 وما أحدثته من زخم
    كبير ووعي كان بمثابة الشجرة المباركة التي أتت ثمارها حيث بدأت أعداد
    كبيرة بالالتحاق بهذه الدعوة وقد تعلق الناس بشخصيات بارزة من هذه الثورة
    مثل الإمام الخميني وجاءت انتصارات المقاومة اللبنانية لتعطي زخما أكبر..
    اذن التشيع قبل الصحوة الإسلامية كان تشيعا تشوبه حالة من الضياع وغياب
    الرؤية وكثير من المتشيعين دخلوا في حركة التصوف وتحولوا الى صوفيين ومنهم
    من ذهب الى أقاصي الجنوب التونسي هربا من القتل. فهذه الصحوة الإسلامية
    أحدثت صدمة في الوعي لدى المسلمين.

    ما حقيقة علاقتكم وتمويلكم من ايران وما موقفكم من ولاية الفقيه؟

    -ليست
    لنا ارتباطات عضوية مع أي دولة سواء كانت ايران أوغيرها . وبالنسبة لمسألة
    ولاية الفقيه فهي وجهة نظر ضمن المدرسة الشيعية. أما في تونس فلم يقع
    تحديد مرجعية خارجية للشيعة . فهناك مرجعية داخلية تعتمد على مسائل يقلد
    فيها الشيعي من أراد من المراجع. لكن على المستوى السياسي ليس لنا اي
    ارتباط مع ايران وهناك خلط ولبس حول مفهوم ولاية الفقيه من قبل الكتاب
    الصحفيين في تونس الذين يتناولون هذه الفكرة بإجحاف وظلم ربما غير مقصود
    وناشئ عن جهل لمفهوم ولاية الفقيه التي هي نظرية دينية سياسية بالأساس
    وظهرت كردة فعل من قبل مراجع شيعية واستنبطوها من أحاديث منسوبة الى
    الامام الاثني عشري بعد الفتنة الكبرى.

    ثمة من يعتبربان المذهب الجعفري يستند على ثقافة فارسية وبدع غريبة عن عادات المجتمع التونسي .فماذا تقولون ؟

    -هذه
    العادات مثل التلاطم الذي يحصل في بعض المناسبات الدينية الشيعية كذكرى
    كربلاء وغيرها من السلوكيات هي عادات هندوسية أساسا وتسربت الى الإسلام
    شيئا فشيا وهي لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد.

    مراد الشلبي :الحديث عن وجود مئات الآلاف من الشيعة التونسيين .. رقم مبالغ فيه

    يعد
    مراد الشلبي أحد نشطاء التشيع في تونس وقد اعتنق المذهب الشيعي منذ أربع
    سنوات وأسس جمعية المودة الثقافية الشيعية التي تنتظرالترخيص. «الأسبوعي»
    حملت جملة من الأسئلة عن دوافع إنشاء جمعية «المودة» وعن ظاهرة التشيع.

    انتم اليوم تنتظرون الرخصة لممارسة نشاطكم ضمن جمعية المودة الثقافية. فلماذا جمعية شيعية في تونس ؟

    سأبدأ
    بالإجابة من النقطة الأخيرة لماذا في تونس؟ لأن هناك جماعة شيعية بصرف
    النظرعن حجمها ونحن لا نريد ان نخوض في الأعداد فهذا أمر مبكر .

    وبالنسبة
    الى تأسيس الجمعية الثقافية فالهدف الأساسي لها هو إحياء ونفض الغبار عن
    تراث أهل البيت في تونس وبالتحديد لان هذا الإرث التاريخي تعمد الطرف
    الآخر عبر مدة من الزمن حجبه عن أعين الناس اي المدرسة السنية تحديدا .
    لذلك انطلقنا لنؤسس هذه الجمعية بهدف توفيرفضاء للشباب الشيعي عموما كهدف
    أول ولتعريف الجانب السني بحقيقة المذهب الشيعي بعيدا عن التشويهات التي
    تتعمد بعض الجهات إلصاقها به.

    الشيخ محمد شمس
    الدين يقول :» ان المشترك بين السنة والشيعة لا يقل عن الـ 90 بالمائة « .
    فنحن نصبو الى تعريف الطرف الآخر بان المذهب الشيعي ليس بالصورة التي
    تتعمد الأنظمة السنية الراهنة تقديمها للشعوب.وبالاضافة الى هذا الأمرفنحن
    كشيعة موجودون من قبل وليس لنا حسينيات او جميعات وحاولنا تقديم رخصة
    لتأسيس جمعية الزهراء لكن تم التعاطي مع ملفنا بشكل امني.

    الأخوة
    الشيعة موجودون منذ سنوات في تونس لكنهم لم يعلنوا عن نشاطهم بسبب
    المضايقات التي تعرضوا لها منالنظام السابق و لديهم رغبة في العمل
    الجمعياتي لأنه حق لهم من منطلق المواطنة المشتركة. واريد ان اوضح بان
    الجمعية على المستوى القانوني لم تخرج بعد الى النوروما زالت في
    طورالإنشاء وقد تقدمنا بعد بطلب لنيل التأشيرة من السلط المختصة. وحصلنا
    على وصل للإيداع ونحن لا ندعي بان هذه الجمعية تمثل كل أتباع أهل البيت في
    تونس لكن الحمد لله هناك الكثير ممن يتعاطفون معنا ويؤيدون فكرة قيام هذه
    الرابطة اوالجمعية.

    ما أعداد الشيعة في تونس؟

    -لا
    احد يعرف أعداد الشيعة في تونس ونرى انه من المبكر الخوض في ذلك. واعتقد
    ان ما ذكره الدكتور الإمام الشيعي التيجاني السماوي بان هناك مئات الآلاف
    من الشيعة في تونس هورقم مبالغ فيه.

    هل تحدثنا عن قصتك مع التشيع؟

    -بداياتي
    كانت في مدرسة الإخوان التي تتميزبأنها لا تؤمن بالمذهبية. ثم أتت
    الفضائيات وتحديدا فضائية «المنار» اللبنانية لتلقي الضوءعلى مسائل
    تاريخية وتميزت بحواراتها الدينية حيث تقوم بجلب شيخ شيعي وشيخ سني. وكان
    للشيخ محمد فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد حسن نصرالله
    العامل الرئيسي في تعريفي وتسهيل تحولي الى المذهب الشيعي منذ أربع سنوات
    تقريبا. و لم يكن هناك قبل ذلك فضاء يسمح للتعرف على الشيعة ولكن أول حدث
    او أول خطوة في هذا الاتجاه هو مشاركة دار الزهراء للنشر في معرض الكتاب
    في تونس وتعرفي الى الأخوة حينها استقرالأمرعلى إتباع المذهب الجعفري .

    هل لديكم مرجعية روحية في تونس؟

    -ليس لدينا مرجعية روحية في تونس فعلاقتنا مع المرجعية هي علاقة المقلد بالمقلد فالإنسان يرجع الى الفتوى التي يراها مناسبة له.

    إذن ما مدى ارتباطكم بولاية الفقيه؟

    -ولاية
    الفقيه هي مسألة مختلف فيها ولا يجمع عليها كل أتباع أهل البيت في تونس.
    وبالنسبة الى مرجعيتنا السياسية فهي وطننا وما يجمع عليه التونسيونمن
    خيارات فهي تلزمنا بوصفنا أبناء هذا الوطن.

    هل ليدكم نية للمشاركة بالشأن الوطني؟

    -بالتأكيد.
    سيكون لدينا مشاركة في الشأن الوطني ولكن نحن ننشط بلا شعارات اوعناوين
    طائفية. وكذلك الأمر في الشأن السياسي. فإذا قررنا الدخول الى هذا المعترك
    من خلال حزب سياسي فستكون مشاركة من دون عناوين طائفية.

    ثمة من يعتبران هذه الجمعيات على غرار جمعيتكم تروج للفكر الشيعي الإيراني الدخيل على المجتمع التونسي. فما رأيكم بهذا الطرح ؟

    -الكلام
    عن ان الشيعة الجعفرية هي إيرانية هو كلام غير صحيح. فالشيعة لهم مرجعيتان
    مرجعية في العراق ومرجعية في ايران.اما مقولة اننا نسعى الى بث
    الفكرالشيعي فنحن لا نسعى الى ذلك أبدا. بل نحن موجودون كشيعة والشيعة في
    تونس قديموالعهد وليسوا ظاهرة طارئة .

    لكن هناك من يقول ان هذا التشيع الحديث ليس له علاقة بالتشيع التاريخي الذي عرفته تونس؟

    -لكي
    أكون دقيقا في الإجابة أقول انه بعد نجاح الثورة الإسلامية في ايران قدم
    السيد الخميني مقاربة للمزاوجة بين الدين والدولة والنموذج الهيكلي
    السياسي الإيراني هو مقاربة لإمكانية الجمع بين ما كان يعتقد البعض أنه لا
    يجمع. اي كان يروج لفكرة ان الديموقراطية تتعارض مع الإسلام . وان النظام
    البرلماني ليس من الإسلام وممارسة ايران على المستوى السياسي التقني البحت
    تظهر عكس ذلك وهي أكثر ديموقراطية من كثير من البلدان الغربية.

    لكن
    هذه الديموقراطية ليست واضحة ولا تظهر في سلوك النظام الإيراني وما يتعرض
    له الشيعة الإيرانيون أنفسهم من اضطهاد نتيجة معارضتهم لنظام احمدي نجاد
    خير دليل على ذلك كما أن جرائم النظام الإيراني الطائفية في العراق
    وانتهاكات ميليشياته لحقوق الإنسان تقيم الدليل على بشاعة هذا النظام؟

    -أريد
    ان أوضح بأنه في ايران هناك أعلى نسبة من المشاركة السياسية في الانتخابات
    على خلاف حتى فرنسا ومقولة ان الانتخابات مزورة أمر لم يثبت.
    فالديموقراطية لا تعني ان نسمح وان تستغل هذه المساحة من الحريات للتدخل
    الأجنبي.

    ختاما. ثمة من يتهم أنصارالتشيع في تونس بأنهم يسوقون البلاد الى فتنة مذهبية من خلال خلق اقلية شيعية فمارأيكم؟

    -هذا
    الأمرليس صحيحا. فنحن ليست لدينا أية نية لإقصاء الآخر. فالتونسيون السنة
    هم إخواننا وأحباؤنا وأهلنا ونحن لدينا حقوق المواطنة وحقوق التعبيرعن
    معتقداتنا مثلنا مثل أي معتقد آخر.

    [right]محمد ضيف الله :بن علي تغاضى عن التشيع في تونس حفاظا على متانة العلاقات مع ايران


    يرى
    الأستاذ محمد ضيف الله ان المدخل الى التشيع في تونس كان ولازال سياسيا
    حيث ارتبط في البداية بالثورة الايرانية. ويضيف استاذ التاريخ في جامعة
    منوبة « بان هذه الظاهرة استندت الى انتصارات المقاومة في لبنان وعلى
    رأسها تنظيم حزب الله،


    ويكشف
    في حديث لـ «الأسبوعي» بان نظام بن علي ربط علاقات اقتصادية وثقافية متينة
    مع النظام الإيراني، وتكثفت زيارات رجال الثقافة والدين الإيرانيين إلى
    تونس للمشاركة في بعض الندوات، وللمحافظة على متانة تلك العلاقات تغاضى
    النظام القائم عن التبشير الشيعي.


    ظهرت في الآونة الأخيرة في تونس جمعيات تنادي بالتشيع. فما رأيكم بها؟


    -لابد
    أن نشيرفي البداية إلى الأرضية والإطارالزماني اللذين ظهرت فيهما أولى
    الجمعيات الشيعية في تونس. لنلاحظ أن المدخل إلى التشيع في بلادنا كان
    ومازال سياسيا، حيث ارتبط في البداية بالثورة الإيرانية، كما أنه يستند
    منذ سنوات إلى انتصارات المقاومة في لبنان وعلى رأسها تنظيم حزب الله
    الشيعي. فقد أثرت الثورة الإيرانية على ما كان يعرف بتونس بالجماعة
    الإسلامية حتى إن البعض ممن كانوا يحسبون عليها انتهوا بتبني المذهب
    الشيعي، وإن كان عددهم محدودا في الحقيقة. ثم وفي إطار حملة النظام
    البورقيبي على الإسلاميين سنة 1987 نعتهم بالخمينيين، إلا أن ذلك لم تثبته
    المحاكمات سياسيا ولا عقائديا، ومن المفارقة أن تلك الحملة نفسها لم تشمل
    البعض ممن تحولوا إلى المذهب الشيعي. وتغير الوضع في عهد بن علي بما فتح
    المجال أمام التبشير بالتشيع. وبقطع النظرعن العولمة التي ساهمت في فتح
    القلاع الدينية والمذهبية والاطلاع على التيارات والأفكار الأخرى، فإن
    البعض يتهم نظام بن علي بأنه سمح للمذهب الشيعي بالتمدد في إطار تكتيك
    بعيد المدى للتوقي من عودة الإسلاميين إلى الساحة السياسية وتوجيههم
    للاهتمام بالصراع المذهبي، إلا أن الأكيد أن نظام بن علي ربط علاقات
    اقتصادية وثقافية متينة مع النظام الإيراني، حتى بلغ التبادل التجاري 120
    مليون دولار، وتكثفت زيارات رجال الثقافة والدين الإيرانيين إلى تونس
    للمشاركة في بعض الندوات، وللمحافظة على متانة تلك العلاقات تغاضى النظام
    القائم عن التبشير الشيعي. إلا أن الدفع القوي جاء في الألفية الجديدة إثر
    الانتصارات التي حققها حزب الله على الساحة اللبنانية، كما أن السياسة
    الإيرانية بعد عودة المحافظين إلى السلطة في إيران عام 2005، اتجهت نحو
    دعم الوجود المذهبي الشيعي في البلاد العربية ومن بينها تونس. وفي هذا
    الإطاركان تأسيس أول جمعية شيعية تونسية في أكتوبر 2003 وهي «جمعية أهل
    البيت الثقافية» التي تتبع المذهب الإثني عشري السائد في إيران، وقد طرحت
    على نفسها «المساهمة في إحياء مدرسة آل البيت ونشر ثقافتهم». ورغم أن
    القائمين عليها يقولون اليوم بأنها تعرضت إلى «تضييق من الجهات الرسمية»،
    فإن رئيسها عماد الدين الحمروني كان في المناسبات الدينية يتوجه بالتهنئة
    إلى زين العابدين بن علي وأعضاء حكومته، كما أن التيجاني السماوي الوجه
    الشيعي الآخر صرح عام 2004 بأن «ليس هناك أي عائق يعترض التشيع في تونس
    على شرط أن تكون الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة .. وأن نتجنب التعرض
    للنظام القائم ولا نتآمر عليه». والأهم من ذلك أن البعض من «المستبصرين»
    أي الذين تحولوا من المذهب السني إلى الشيعي تسربوا إلى بعض هياكل التجمع
    الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا وبعض المنظمات الشبابية كالكشافة
    وغيرها، بما سمح لهم بالوصول إلى فئات اجتماعية واسعة. وإلى جانب ذلك نشط
    التبشيرالشيعي خاصة على الشبكات الاجتماعية، ومنها الفيسبوك حيث فتحت
    العديد من الصفحات التي سرعان ما تحولت إلى ساحات للسجال والجدل حول
    المذهب الشيعي، ويشترك فيها المئات من الشيعة من تونسيين وغيرهم وبعضهم
    بأسمائهم الحقيقية إلى جانب عدد من مناوئيهم.


    هل ترون أن التشيع هو ظاهرة دخيلة على المجتمع التونسي أم أنه امتداد للدولة الفاطمية ؟


    -إن
    تحدثنا عن الشيعة بصفة عامة، فقد سبق أن عرفت البلاد التونسية هذا المذهب
    كما عرفت غيره من المذاهب الإسلامية. لكننا نعرف أن الشيعة الحالية هي على
    المذهب الإثني عشري، بينما كانت الدولة الفاطمية على المذهب الشيعي
    الإسماعيلي، وهناك خلاف كبير بين المذهبين ويدعي كل واحد منهما الحقيقة
    لنفسه ويقوم بتخطئة المذهب الآخر. ومن هذه الزاوية فلا نجد في تاريخ تونس
    أية جذور للشيعة الحالية، حيث لم يسبق أن عرفت بلادنا المذهب الإثني عشري.


    يتهم كثيرون شيعة تونس بأنهم أداة لتنفيذ المشروع الصفوي الفارسي.فما رأيكم بهذا الطرح؟


    -إن
    المتابع للمستبصرين التونسيين على الشبكات الاجتماعية وخاصة منها
    الفيسبوك، يلاحظ بدون عناء انشغالهم بما يحدث في الفضاءات الشرقية وخاصة
    ما يتعلق منها بقضايا واهتمامات الشيعة أكثر من اهتمامهم بالشأن التونسي.
    ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها أنهم لم يتمكنوا بعد من توطين مذهبهم في
    التربة التونسية، ومن الطريف هنا أن نشير إلى أن بعضهم كان خلال الثورة
    التونسية يعيد نشرمظاهرات الثورة الإيرانية في أواخر السبعينات، عوض
    المظاهرات الجارية في تونس، وذلك يدخل في باب الحذر من إثارة السلطة
    ونقمتها. وحتى بالنسبة للقضايا المشرقية ربما تغلب فيها العامل المذهبي
    على العامل القومي حتى أنك ترى من الشيعة من يدافع عن تسمية الخليج
    الفارسي عوض الخليج العربي. وبالنظر إلى الضعف العددي للشيعة في تونس فإنه
    في المستوى القريب لا يمكن لإيران أن تعتمد عليهم في تشكيل رأي عام ضاغط
    أو أن تحقق بواسطتهم أية أهداف معلنة أوغيرها. بل أن تشجيع التشيع والوقوف
    وراءه قد يؤدي إلى التخلي التدريجي للرأي العام الوطني عن تأييد المواقف
    الإيرانية في قضايا مثل حقها في امتلاك الطاقة الذرية وغيرها.


    ما
    مستقبل التشيع في تونس؟ وهل ترون أنه قد يسير بهذا البلد نحو الفتن
    المذهبية أم أنه بالعكس إثراء حضاري وتلقيح ثقافي كما يقول دعاة التشيع؟


    -لقد
    وجد التشيع في تونس في عهد بن علي مجالا للنشاط دون أي مضايقة أو اعتراض،
    خاصة أن الإسلاميين وهم الطرف المؤهل أكثر من غيرهم لمناقشة الشيعة
    والسجال معهم، كانوا ملاحقين وممنوعين من الكلام. وبقدر ما فتحت الثورة
    التونسية المجال أمام الجميع لتأسيس الجمعيات والمجلات وحتى الأحزاب، فإن
    عودة الإسلاميين إلى الساحة قد يحد مستقبلا من التأثير الشيعي في الساحة
    التونسية. كذلك وخلافا للبنان أوالعراق حيث يشكل المذهب الشيعي عنصرا
    أصيلا مع مكونات أخرى، فإن تونس انبنت تاريخيا على الانسجام المذهبي، ثم
    أن الأنظمة الطائفية في العراق ولبنان لا تمثل نماذجا يمكن الاقتداء بها
    بالنسبة للتونسيين، وإذا كان كثيرمن التونسيين ينظرون بإعجاب إلى ما قامت
    به المقاومة اللبنانية، فإنهم ينظرون إلى الشيعة في العراق على أنهم جاؤوا
    على ظهر الدبابات الأمريكية وساهموا في تدمير العراق. وهذه الصورة السلبية
    من شأنها أن تنعكس سلبيا على المذهب الشيعي في تونس وعلى الذين يعتنقونه.


    الأكاديمي صلاح الدين بن عبيد :على المتشيعيين الأخذ بالإعتبار مستلزمات المواطنة الحديثة


    يرى
    الأستاذ الأكاديمي صلاح الدين بن عبيد بان المذهب الشيعي «الإثنا عشرية»
    المتواجد في ايران والعراق وجنوب لبنان تزامن دخوله الى تونس مع انتصارات
    الثورة الإسلامية في ايران. ويلفت أستاذ العلوم السياسية الى ان التشيع في
    تونس هو أمر حديث العهد وطرح يعتبره البعض دخيلا لعراقة الإطار العقائدي
    السني المالكي.


    ويؤكد
    في حديث لـ» الأسبوعي» ان ليس لديه مشكلة مع «الاثنا عشرية» كعقيدة ولمن
    يريدون اعتناقها وأنها تدخل في اطار حرية المعتقد، لكنه يرفض التوظيف
    السياسي لهذا التشيع وتحول تونس حسب ما نادى به البعض الى «ضاحية السيد» .
    اما بالنسبة الى ولاية الفقيه فقد وجد فيها شيعة «الاثني عشرية» المنفذ
    العقلاني بل طريق الخلاص الفقهي، لتبرير انابة الولي الفقيه عن الإمام
    الغائب في قيادة الأمة وإقامة «حكم اللّه على الأرض».


    كيف تنظرون الى ظاهرة التشيع التي انتشرت في تونس مؤخرا؟


    يتعيّن
    بادئ ذي بدء توضيح أمرين أوّلا: بخصوص الشّيعة، أعتقد أنّ سؤالك يتعلّق
    -بحكم الأوضاع الرّاهنة- بالشّيعة «الإثنا عشرية» أوالإمامية وهي أكبر
    الطّوائف من حيث العدد والانتشارالجغرافي، نجدها في إيران والعراق وجنوب
    لبنان والبحرين فضلا عن بعض المناطق الأخرى مثل القوقاز(أذربيجان).
    فموضوعنا إذن لا يشمل التّيارات الشيعية الأخرى مثل الزّيديّة ولوأنّها
    المستند لثورة الحوثيين باعتبارهم مهمَّشي اليمن أو الإسماعيليّة
    بتفجيراتها المقبلة...؛ وبالتّالي فإنّ التّعامل مع السّؤال المطروح يفرض
    البتّ في مسألة قد تبدو تافهة أو بريئة، هل الأمر يتعلّق بتواجد أم بحلول؟


    وإذا
    افترضنا التّواجد بقصد الحضور منذ مراحل من التّاريخ في السّاحة
    التّونسيّة لا يسعنا إلاّ التّسليم بأنّ الشيعة باستثناء مرحلة الدّولة
    الفاطميّة وبعض محاولات التّمرّد في العصر الوسيط لم يكن لها وجود يُذكر
    قياسا بالتّأصيل السنّي المالكي الذّي اجتاح المغرب الإسلامي واستقرّ فيه
    منذ الفتح الإسلامي. وبالتّالي فإن الأمر خلافا عن ذلك يتعلّق بحلول
    المذهب الشّيعي «الإثنا عشرية» (الإمامي، الجعفري) متزامنا مع انتصار
    الثّورة الإسلاميّة في إيران (نهاية سبعينات وبداية ثمانينات القرن
    الماضي). وهو أمر حديث العهد و طرح يعتبره البعض -بل العديد - دخيلا نظرا
    لعراقة الإطار العقائدي السنّي المالكي.


    من
    ناحية اخرى، فإنّ الحديث عن الشيعة «الإثنا عشريّة» اليوم وفي تونس يفرض
    علينا تناول الموضوع من جانبيه العقائدي والسّياسي. فمن ناحية العقيدة
    إنّي شخصيّا ممّن أولوا اهتماما للشيعة «الإثنا عشريّة» لا يخلو من بعض
    الإعجاب. فهي منذ الإسلام المُبكّر رمز التّمرّد المشروع والمحنة
    والشّهادة في شخص الإمام الحسين عليه السّلام وسلالته وأتباعه. فـ»آل
    البيت» هي المرجع الذّي لم يقبل بـ»الإنقلاب» الأموي وما تلاه من تكريس
    لتوريث غير شرعي على عرش الخلافة الإسلاميّة. ولسائل أن يتساءل عن هذا
    الطّرح الشيعي الذّي نادى بتوريث «مضادّ»: شرعيّة سلالة «آل البيت» كبديل
    عن استخلاف أُسري بشري «سفياني» حسب التعبير «الإثناعشرية» ثم عبّاسي، أي
    بتعبير أوضح هناك أولويّة لسلالة علي -كرّم الله وجهه - وزوجته فاطمة
    الزّهراء رضي الله عنها كمم
    ملف من اعداد روعة قاسم
    [/right]

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 03, 2024 5:05 am