بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
قال تعالى: (قالُوا يَا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) (يوسف: 17).
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، فالمتأمل في سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأحاديثه في حق الخوارج، سيجده صلى الله عليه وسلم قد وقف منهم موقفا صارما، فقال عنهم: «كلاب أهل النار»، وقال عنهم: «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، وقال عنهم: «يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان»، وقال عنهم: «لو أدركتهم لأقتلنهم شر قتل».
فكل هذه التعرية والوعيد الشديد بحقهم؛ لأنهم كانوا يحملون فكرا تكفيريا بحق جميع المسلمين، وكان هذا منه صلى الله عليه وسلم أمرا شرعيا وإرشادا لنا بضرورة فضح فكرهم وتضييق الخناق عليه، ومحاصرته إعلاميا وميدانيا؛ لكي لا يطال المسلمين شرره، فستسفك بسببه دماؤهم، وهذا يحتم علينا في كل زمان ومكان أن نتعامل مع كل من يحمل هذا الفكر بنفس طريقته صلى الله عليه وسلم لا أن نعقد المؤتمرات والندوات للتقارب معهم والرفع من شأنهم، فنعز من أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بتقريعه ونبذه والإزدراء به.
وها نحن اليوم نجد في واقعنا من يحمل هذا الفكر التكفيري متمثلا بفرقة الشيعة الرافضة.
فسثبت هذه الدراسة -بنصوص قطعية لا تقبل التأويل- تجذر هذا الفكر فيها حتى كان من ثوابتها التي لا يمكن لأبناء هذه الفرقة مناقشته، فضلا عن مخالفته أو رده، ومن ثم نجد أنفسنا اليوم مطالبين أن نفضح هؤلاء، بمثل ما فضح به نبينا صلى الله عليه وسلم الخوارج؛ انصياعا منا لقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ (الأحزاب: 21.
فالخوارج والشيعة الرافضة مشتركون بنفس الفكر التكفيري والنظرة العدائية لجميع المسلمين، إلا أن الخوارج صرحوا بفكرهم التكفيري علنا، وقالوا: هذه عقيدتنا التي نؤمن بها ونتعبد بها، بما يكفينا المؤونة في بيانه.
وأما الشيعة الرافضة فجبناء ولا يملكون الشجاعة وجرأة الإفصاح عن معتقدهم التكفيري أمام المسلمين، بل أعلنوا كذبا وزورا عدم تبنيهم له لذلك انخدع بهم العوام، مع أن مرويات أئمتهم وفتاوى علمائهم جاءت متظافرة على إثباته، وهذا يحتم علينا بذل جهود جبارة في دراسة مصادرهم للوقوف على فكرهم التكفيري، وتوازي جهودهم المبذولة لإخفائه وتغييبه عن المسلمين، بخلاف الخوارج الذين اعترفوا بتبنيهم له، وهو ما سيدفعنا إلى الغور داخل المئات من مصادر الشيعة الرافضة الحديثية والعقائدية والفقهية لنكشف اللثام عن هذه الحقيقة الخافية عن العديد من الشيعة الرافضة، والمتمثلة بتبنيهم للفكر التكفيري، وأنها من الثوابت التي اتفقت عليها مرويات أئمتهم، بروايات متواترة لا يجرؤ شيعي رافضي على التشكيك بصحتها وتواترها، ثم جاءت فتاوى علمائهم -من المتقدمين إلى المعاصرين- مطابقة لها. وسنعرض إن شاء الله تعالى بعض مراجعهم وعلمائهم وكتابهم الذين مارسوا الكذب الصريح لعلهم ينفوا عن مذهبهم وصمة التكفير، وذلك في فصل مستقل.
ولا شك أن الحقيقة هي ضالة الجميع ... وهي -قبل ذلك- ضالة المؤمن، إليها يصبو ولنيلها يسعى.. ومع أنها قد تندرس زمنا، إلا أنها لا ريب تعود لتظهر ثانية بفعلٍ قَدري صِرفٍ أو بجهدِ باحثٍ مجِد...
والحقائق عموما منها ما هو مشرف نبيل، يسعى أهلها لإعلانها والتعريف بها، ومنها ما هو مخز سقيم، يحاول أصحابها جاهدين طمسها وتغييب معالمها(1)..
بل ربما نسبوها إلى غيرهم ورموهم بسوئها؛ ليسلم لهم ماء الوجه ولتبقى ساحتهم بعيدة عن مرمى سهام النقد والتقييم...
وفي حين أن الأولى لا تحتاج إلى طول عناء لإبرازها وإماطة اللثام عنها حتى تبرز معالمها واضحة بعد إهمال، فإن الثانية تحتاج إلى جهد كبير في التنقيب عنها، يوازي الجهد المبذول في قبرها وتغييبها..
ولطالما بقيت غالب معتقدات الشيعة الرافضة في إطار الثانية، خصوصا ما يتعلق منها بحقيقة فكرهم التكفيري تجاه باقي فرق المسلمين عامة، وتجاه أهل السنة والجماعة على وجه الخصوص، حيث إنها ظلت ملقاة في جب التغييب والتغريب زمنا طويلا دون أن يعلمها السواد الأعظم من المسلمين، بل إن الأمر لم ينته معهم عند هذا الحد، فقد جاءوا على قميص الحقيقة تلك بدم كذب، وألبسوا غيرهم ثوب جرائمهم، وجاءوا الناس في كل وقت وحين يبكون ويتباكون على الوحدة الإسلامية الضائعة(2)!! ومظلومية المذهب الشيعي مقابل تعنت وتجبر المذاهب الإسلامية الأخرى وقسوتها في الحكم عليه وعلى أتباعه(3)، فصيروا «بإعلانهم الكاذب ومكرهم» الذئب حملا، والحمل ذئبا.. بل برعوا في تصوير ذلك إلى الحد الذي صدقهم فيه أغلب الناس بما فيهم الكثير من جهلة أهل السنة أنفسهم!!
وتعبدا منا بالأمر الشرعي القاضي بوجوب تغيير المنكر، وحتى لا يصبح الوهم حقيقة، والكذب أصلا في الأذهان، استجبنا للكتابة في هذا الموضوع إتماما لما كتبه حبيبنا الغالي عبد العزيز التميمي -رغم ثقله على النفس- مبينا الواقع الذي عليه حال الرافضة تجاه غيرهم من المسلمين.
يتبع إن شاء الله تعالى:..............
--------------
(1)كعقيدة التكفير عند الشيعة الرافضة -موضوع هذه الحلقة- والتي يسعى رجال المذهب وخاصته-حال ضعفهم وغياب التمكين لهم- جاهدين لإخفائها وطمس معالمها، والبراءة منها بكل ما أوتوه من قوة ومكر وكذب وخديعة، حتى إنك -أخي القارئ السني- حين تقف بنفسك على مدى تأصل هذه العقيدة النكراء فيهم، وقطعية ثبوتها عندهم، ستعجب كثيرا لكيفية بقائهم بعيدين -في نظر الآخرين- عن أن يوصموا بها أو حتى أن يتطرق مجرد الاحتمال لورودها عندهم... ولك أن تتخيل بعد ذلك مقدار الجهد المبذول من قبلهم في تغييب هذا المعلم الواضح والأصيل في فكرهم وتغريبه عن مدارك الآخرين!
(2)والرافضة من أبعد الناس عن أن يتجهوا نحو تحقيق هذه الوحدة ولو خطوة واحدة.. بل إن الحقيقة المرة التي تعم كل من يقف عليها هي أن الرافضة استخدموا مثل هذه الدعوات، كدعوة التقريب بين المذاهب وسيلة سهلة لنشر معتقدهم بين صفوف أهل تلك المذاهب من أهل السنة، وإيجاد موطئ قدم لهم في بلدانهم «وما يلي ذلك من غرس لبذور هدم أصول تلك المذاهب أو مسخ صورها في أنظار معتنقيها»، وها هو فيلسوفهم مرتضى مطهري يبين أن الغاية الأساسية من مثل مشاريع التقريب تلك هو ذاك، ويؤكد عليه بقوله في كتابه «الإمامة» (ص:28-29): [إن ما ننتظره على خط الوحدة الإسلامية أن ينبثق محيط صالح للتفاهم المشترك لكي نعرض ما لدينا من أصول وفروع، تضم ما نحمله من فقه وحديث وكلام وفلسفة وتفسير وأدبيات، بحيث يسمح لنا ذلك الجو أن نعرض بضاعتنا بعنوان كونها أفضل بضاعة، حتى لا يبقى الشيعة في العزلة أكثر، وتنفتح أمامهم المواقع المهمة في العالم الإسلامي، ثم لا تبقى الأبواب مغلقة أمام المعارف الإسلامية الشيعية النفيسة]، ثم يعود ليؤكد أن هذا هو عين الهدف الذي كان يسعى لتحقيقه آيتهم العظمى البروجردي من وراء رفعه شعار التقريب والدعوة إليه، مبينا مقدار النجاح الذي حققه في هذا المجال فيقول (ص:30): [ما كان يفكر به المرحوم آية الله العظمى البروجردي على الخصوص، هو إيجاد الأرضية المناسبة لبث معارف أهل البيت ونشرها بين الإخوة من أهل السنة، وكان يعتقد أن هذا العمل لا يكون إلا بإيجاد أرضية التفاهم المشترك، والنجاح الذي أحرزه المرحوم البروجردي -جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء- في طبع بعض كتب الفقه الشيعي في مصر من قبل المصريين أنفسهم، إنما كان على إثر هذا التفاهم الذي انبثق، وكان ذلك أهم نجاح حققه علماء الشيعة].
وها هو أيضا كاتبهم جعفر الشاخوري البحراني يدعو إلى اعتماد هذا النهج الملتوي في اختراق الصف السني من خلال دعوته كتاب الإمامية إلى ترك أسلوب الهجوم اللاذع على مذاهب أهل السنة ورموزهم خصوصا الخلفاء الثلاثة الأوائل معللا دعوته تلك بأن اعتماد مثل هذا الأسلوب سيكون مدعاة لتنفير أهل السنة عن المذهب الشيعي، ومن أسباب نقمتهم عليه.. ويدعوهم عوضا عن ذلك إلى اتباع الأسلوب الهادئ المتودد بشعارات الوحدة والأخوة والتقريب، معترفا صراحة بنجاح هذا الأسلوب في نشر الفكر الشيعي الإمامي في الكثير من بلدان المسلمين، وبشكل واسع، ومشيدا بجهود مرجعهم الديني عبد الحسين شرف الدين صاحب كتاب المراجعات، أحد أكثر دعائم المتأخرين انتهاجا لهذا المسلك الماكر، وبراعة فيه.. فيقول في كتابه (ص:228): [ومن الجدير ذكره هنا، أن مثل هذه المؤلفات التي تركز كل «مرجعية المرحلة وغبار التغيير» جهودها على إبراز مساوئ رموز السنة، حتى الأمور الخلقية والأمور العادية التي لا ربط لها بالتاريخ، تتسبب في نفور الناس من التشيع، على العكس من الكتابات المتوازنة ككتاب «المراجعات» (للسيد شرف الدين) و«معالم المدرستين» (للسيد مرتضى العسكري)، حيث إنها تسببت في انتشار الفكر الشيعي بشكل واسع؛ لأن القارئ السني عندما يجد فيها الموضوعية واللغة الهادئة، فسوف تنفتح شهيته على قراءتها ودراستها].
وللأسف الشديد فقد نجح بعض دعاتهم من خلال رفع شعارات التقريب والوحدة والإخاء تلك في نشر مذهبهم الفاسد بين البعض من أهل السنة، خصوصا وأن غالب هؤلاء -إن لم يكونوا كلهم- من جهلة الناس، وممن لا حصانة عنده من علم أو إيمان، فيسهل خداعه والتغرير به.
(3)وها هو آيتهم العظمى عبد الحسين شرف الدين -أستاذ التمثيل الدرامي في الفكر الإمامي- يعرض لنا نتفا من إبداعاته في الأداء التراجيدي في كتابه «أجوبة مسائل جار الله» واصفا جور ذوي القربى وتجني إخوة الدين بآسى عبارات التظلم والمسكنة، فيقول في (ص: 49): [فحتى متى تصوبون على إخوانكم -الصواعق المحرقة- وتنبذونهم بأهل البدع والزندقة، حتى كان -منهاج السنة- سبابا و-نبراسها- كذابا، و-فجر الإسلام -هو- الإسلام الصحيح- و-كرد- الشام هو العربي الصريح، وأرباب القلم وأنصار السنة أضراب النصولي في كتاب معاوية بن أبي سفيان، والحصاني صاحب العروبة في الميزان، وموسى هذا الأرعن في مسائله، وابن عانة في معاميه ومجاهله، يتحكمون بجهلهم، فيستحلون من الشيعة ما حرم الله -عز وجل- بغيا منهم وجهلا.
والمسلمون بمنظر وبمسمع، لا منكر منهم، ولا متفجع، كأن الشيعة ليسوا بإخوانهم في الدين، ولا بأعوانهم على من أراد منهم سوءا]..
الخميس فبراير 27, 2014 2:48 am من طرف آكسل
» اوضح لنا معتقدك يا رافضي - يا شيعي
الخميس فبراير 27, 2014 2:09 am من طرف آكسل
» هذا بعض ما قاله سيدنا علي في حق الصحابه يا شيعه
الخميس فبراير 27, 2014 2:05 am من طرف آكسل
» حوار عقلاني مع جاري ؟
الأربعاء فبراير 26, 2014 7:57 pm من طرف fergani
» التوحيد 000
الثلاثاء سبتمبر 03, 2013 12:23 pm من طرف أبن العرب
» حتى لا تكون فتنة : وجود الشيعة في المغرب العربي
الإثنين يناير 21, 2013 10:18 pm من طرف أبن العرب
» الإمام مالك رحمه الله وموقفه من الرافضة
الخميس نوفمبر 08, 2012 7:46 pm من طرف عثمان الخميس
» علي بن أبي طالب هو الذي هدى كل الأنبياء وهو الذي نجى نوح وصاحب ابراهيم _وثيقة_
الخميس نوفمبر 08, 2012 7:33 pm من طرف عثمان الخميس
» علماء الراقظة يفترون الكذب على الله عز وجل : من عصى الله وأطاع علي يدخل الجنة ومن أطاع الله وعصى علي يدخل النار ؟؟؟ وثيقة
الخميس نوفمبر 08, 2012 7:18 pm من طرف عثمان الخميس
» الشناوي وحفيد مبغض آل البيت... مامعنى ولي مولى و ولاية ؟؟
الجمعة نوفمبر 02, 2012 5:14 pm من طرف عثمان الخميس