الشبكة المغاربية ...لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

عزيزي الزائر أهلا و سهلا بك في منتداك و منتدى الجميع ، الشبكة المغاربية لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير التي هي لجميع الناس لدعوتهم بالحكمة و الموعظة

الحسنة إلى الإسلام الصحيح .

فهيا سجل معنا في منتداك لتعيننا على الدعوة في سبيل الله و على نشر دينه و على نصرة نبيه و نصرة الإسلام و المسلمين .



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الشبكة المغاربية ...لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

عزيزي الزائر أهلا و سهلا بك في منتداك و منتدى الجميع ، الشبكة المغاربية لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير التي هي لجميع الناس لدعوتهم بالحكمة و الموعظة

الحسنة إلى الإسلام الصحيح .

فهيا سجل معنا في منتداك لتعيننا على الدعوة في سبيل الله و على نشر دينه و على نصرة نبيه و نصرة الإسلام و المسلمين .

الشبكة المغاربية ...لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة

» هل أُريد بحديث الغدير النص على عليٍّ بالإمارة والخلافة؟ وما حقيقة قصة الغدير؟
زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما Emptyالخميس فبراير 27, 2014 2:48 am من طرف آكسل

» اوضح لنا معتقدك يا رافضي - يا شيعي
زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما Emptyالخميس فبراير 27, 2014 2:09 am من طرف آكسل

» هذا بعض ما قاله سيدنا علي في حق الصحابه يا شيعه
زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما Emptyالخميس فبراير 27, 2014 2:05 am من طرف آكسل

» حوار عقلاني مع جاري ؟
زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما Emptyالأربعاء فبراير 26, 2014 7:57 pm من طرف fergani

» التوحيد 000
زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما Emptyالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 12:23 pm من طرف أبن العرب

» حتى لا تكون فتنة : وجود الشيعة في المغرب العربي
زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما Emptyالإثنين يناير 21, 2013 10:18 pm من طرف أبن العرب

»  الإمام مالك رحمه الله وموقفه من الرافضة
زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما Emptyالخميس نوفمبر 08, 2012 7:46 pm من طرف عثمان الخميس

» علي بن أبي طالب هو الذي هدى كل الأنبياء وهو الذي نجى نوح وصاحب ابراهيم _وثيقة_
زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما Emptyالخميس نوفمبر 08, 2012 7:33 pm من طرف عثمان الخميس

»  علماء الراقظة يفترون الكذب على الله عز وجل : من عصى الله وأطاع علي يدخل الجنة ومن أطاع الله وعصى علي يدخل النار ؟؟؟ وثيقة
زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما Emptyالخميس نوفمبر 08, 2012 7:18 pm من طرف عثمان الخميس

» الشناوي وحفيد مبغض آل البيت... مامعنى ولي مولى و ولاية ؟؟
زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما Emptyالجمعة نوفمبر 02, 2012 5:14 pm من طرف عثمان الخميس

سحابة الكلمات الدلالية

صوت المغاربة

عدد الزوار

.: أنت الزائر رقم :.

اخترنا لك

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما

    avatar
    عزوز أبو أميمة الحسني
    المدير العام


    عدد المساهمات : 775
    تاريخ التسجيل : 07/06/2010
    الموقع : بلاد ا لاسلام

    زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما Empty زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما

    مُساهمة من طرف عزوز أبو أميمة الحسني الجمعة نوفمبر 05, 2010 1:38 pm

    الخطبة الأولى:

    الحمد لله الذي أحصى كل شيءٍ عدداً، ورفع بعضَ خلقه على بعض فكانوا طرائق قدداً.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، ولم يكن له شريك في الملك ولن يكون أبداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، أكرم به عبداً سيداً! وأعظم به حبيباً مؤيداً! فما أزكاه أصلاً ومحتداً! وأطهره مضجعاً ومولداً! وأكرمه آلاً وأصحاباً! كانوا نجوم الاهتداء، وأئمة الاقتداء، صلى الله عليه وعليهم صلاة خالدة وسلاماً مؤبداً.

    أما بعـــد:

    ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:102].

    ((يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) [النساء:1].

    ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) [الأحزاب:70-71].

    أيها الناس! هذه سيرة رجل كان أعبد أهلِ زمانه، حباه الله من الأخلاق ما لم يجتمع إلا لعظماء الرجال.. عَبَدَ الله فأخلص العبادة حتى لقَّبه أهل زمانه زين العابدين.. أبوه شهيد، وجده خليفة.. أتدرون من هو؟

    إنه أبو الحسين زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.. هو البقية الباقية، وفيه البيت والعدد والخلافة، قُتل جميعُ إخوته في كربلاء وبقي هو، وكان يومئذٍ مَوعُوكاً، فلم يقاتل ولا تعرضوا له، بل أحضروه مع آله إلى دمشق، فأكرمه يزيد ورده مع آله إلى المدينة.

    وكان يوم كربلاء في الثالثة والعشرين، وعاش بعد ذلك خمساً وثلاثين سنة، كلها مليئةٌ بالكرم والإحسان والعبادة.. كان رحمه الله من العلماء العاملين، حتى قال عنه الزهري كما في سير أعلام النبلاء: «ما رأيت أفضل من علي بن الحسين»، وكان من الفضلاء التابعين.

    كان رحمه الله يجالس الموالي ممن له سبق في الإسلام وهو يقول: (إنما يجلس العاقل حيثُ ينتفع)، وكان يجالس العلماء، حتى قيل له مرة وهو يجلس في حلقة زيد بن أسلم: (أتجالس هذا العبد؟ فقال: العلم يُطلَب حيثُ كان)، وكان خلفاء بني أمية الكبار يحبونه ويحترمونه.

    ذكر ابن الجوزي في صِفةِ الصَّفْوة عن عبد الرحمن بن حفص القُرشي، قال: «كان علي بن الحسين إذا توضأ يَصْفَرُّ، فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ فيقول: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟!».

    وعن عبد الله بن أبي سالم قال: (كان علي بن الحسين إذا مشى لا تُجَاوِزُ يَده فَخِذه، ولا يَخطُر بيده، وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته رِعْدة).

    ووقع مرَّة حريقٌ في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد، فجعلوا يقولون: يا ابن رسول الله النار! يا ابن رسول الله النار! فما رفع رأسه حتى أُطفِئت، فقيل له: (ما الذي دهاك عنها؟ قال: ألهتني عنها النارُ الأخرى).

    وعن مالك قال: «أحْرم علي بن الحسين، فلما أراد أن يلبِّي قالها فأغمي عليه، فسقط من ناقته فَهُشِم، ولقد بلغني أنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة إلى أن مات». وكان يسمى زين العابدين لعبادته.

    رحمك الله يا ابن الحسين! كان يسمى ذا الثَفِناتِ، وكانت ركبتاه كثَفِناتِ البعير.

    وعن طاوس قال: سمعت علي بن الحسين وهو ساجد يقول: (عُبيدُك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك، قال: والله ما دعوت بها في كرب قط إلا كُشف عني).
    مَناقبٌ كنجومِ اللَّيلِ طاهرةٌ قَد زَانها الدِّينُ والأَخلاقُ والشِّيَمُ


    كان رحمه الله شديد الحرص على التعلم؛ حتى إنه كان يجالس الموالي لأجل طلب العلم، وكان يقول: (آتي من أنتفع بمجالسته في ديني).

    قال عنه الزهري: «وما رأيت أحداً أفقه منه، ولكنه كان قليل الحديث».

    أما عِنايته بالفقراء والمساكين فهي لا تكاد تُوصَف.. كان إذا أتاه السائل رَحَّب به، وقال: (مرحباً بمن يحمل زادي إلى الدار الآخرة).

    وكلَّمَه رجل فافترى عليه، فقال: (إن كنا كما قلتَ فنستغفرُ الله، وإن لم نكن كما قلتَ فغفر الله لك، فقام إليه الرجل فقبَّل رأسه وقال: جُعِلتُ فداك! ليس كما قلت أنا، فاغفر لي، قال: غفر الله لك، فقال الرجل: الله أعلم حيثُ يجعل رسالته).

    وكان علي بن الحسين يُبَخَّل، فلما مات وجدوه يقوم بمائة أهل بيت بالمدينة، فعن محمد بن إسحاق قال: «كان أناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشُهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يُؤتَون به بالليل».

    فلقد كان علي بن الحسين يحمل جِرابَ الخبز على ظهره بالليل، فيتصدق به يتمثل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (صدقةُ السر تطفئُ غضب الرب عز وجل).

    رحمك الله يا زين العابدين! يتهمونك بالبخل وأنت تُخفي الصدقات وتحملها إلى البيوت ليلاً، حتى يُؤثِّر فيك جِرابُ الدقيق! لقد قَرَنْتَ التهجُّد بالصدقات.

    ولما مات علي بن الحسين وغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سوادٍ في ظهره، فقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحمل جِراب الدقيق ليلاً على ظهره، يعطيه فقراء أهل المدينة.

    ودخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه، فجعل محمد يبكي، فقال: (ما شأنك؟ قال: عليَّ دين، قال: كم هو؟ قال: خمسة عشر ألف دينار، قال: فهو عليَّ).

    وكان كثير الدعاء رضي الله عنه، وكان يقول في بعض أدعيته: (اللهم إني أعوذ بك أن تَحسُن في لوائحِ العيون علانيتي، وَتقْبُحَ في خفيات العيون سريرتي، اللهم كما أسأتُ وأحسنتَ إليَّ فإذا عدتُ فعُد علي).

    وكان يدعو فيقول: (اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها، ولا تكلني إلى المخلوقين فيضيعوني).

    وكان زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما كثيرَ البِر بأمه، حتى قيل له: (إنك من أبرِّ الناس بأمك ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها فأكون قد عققتُها).

    وكان إذا سار في المدينة على بغلته لم يقل لأحد: الطريق، ويقول: «هو مشتَركٌ ليس لي أن أُنحِّيَ عنه أحداً».

    ومن أدبه رضي الله عنه مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه أتاه نفر من أهل العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا قال: (أنتم المهاجرون الأولون ((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) [الحشر]؟ قالوا: لا. قال: فأنتم ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) [الحشر:9]؟ قالوا: لا. قال: أما أنتم فقد تبرأتم من أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، ثم قال: أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10] اخرجوا).

    ومن أدبه رحمه الله: أنه حصلت بينه وبين ابن عمه الحسن بن الحسن رحمه الله موجِدة، فما ترك الحسن قولاً إلا قاله، لكن زين العابدين جاءه ليلاً واعتذر إليه، مع أنه لم يَسُبَّ، فعاتبه الحسن وبكى حتى رُثِي لبُكائِه.

    هذه نُبَذ من آداب زين العابدين، التي هي عنوان سعادته وفلاحه، فما استُجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب.. وإن من الأدب بل هو كل الأدب حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، واحترامهم وتوقيرهم، فإن الله لم يصطف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا اصطفى معه أهل بيته وأصحابه إلا وهم لذلك أهل، وجعلهم الأنموذج الذي يقتدى بهم.. كيف وهم حملة الشريعة، والمبلغون عن رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله وسلم! كيف والقرآن طَهَّر أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وزكى أصحابه أيما تزكية! والله يعلم حيث يجعل رسالته.

    أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية:

    الحمد لله الذي جعل لهذه الأمة رجالاً بهم يُقتَدى، محمداً صلى الله عليه وآله وسلم خيرَ الخلق وأكرمَهم يداً، كما جعل لنا القدوة من بعده في أهل بيته الطاهرين، وأصحابه الراشدين، والعلماء الربانيين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

    أيها الناس! إن سيرة زين العابدين وأهل البيت الكريم سيرةٌ عَطِرة، فيها العظةُ والعِبرة، كيف وهي كل الأدب والأخلاق، والرفعة والسمو، والمجد والعزة! إن من لم يعرف زين العابدين فقد خفي عليه رجل عظيم.. كيف لا يَعرِفُ رجلاً أطبقت على حسن سيرته كتب التاريخ، ودواوين أهل الإسلام.. فهو سمير الزهاد، ونبراس المتهجدين، وزفرات التالين.. قال الفرزدق:
    هذا الذي تَعرفُ البطحاءُ وطأتَهُ والبيتُ يعرفُه والِحلُّ والحَرَمُ
    إذا رَأته قُريشٌ قال قائلها: إلى مكَارم هذا يَنتهي الكَرمُ
    هذا ابنُ فاطمةٍ إنْ كُنتَ جَاهِلَهُ بجدِّه أنبياءُ الله قَد خُتمُوا
    إنْ عُدَّ أهلُ التقى كانوا أئمتَهم أو قيلَ من خيرُ أهلِ الأرض قيلَ همُ
    هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كلِّهمُ هذا التقيُّ النقيُّ الطاهرُ العلَمُ
    يُنمى إلى ذروةِ العزِّ التي قَصُرتْ عن نَيلِهَا عَربُ الإسلامِ والعَجمُ
    من معشرٍ حبُّهم دينٌ وبغضُهم كفرٌ وقربُهم منجَى ومُعتصمُ
    وليسَ قولُك من هذا بضائِرِه العُرْب تعرفُ من أنكرتَ والعَجَمُ


    قال الفرزدق هذه القصيدة يوم أن حجَّ علي بن الحسين، فما أن سمع الناس باسمه حتى فتحوا له الطريق، فقال يومها هشام بن عبد الملك: من هذا؟ فكانت القصيدة التي أعْرب بها الفرزدق عن مدى حب الناس لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    تَرى المحبين صَرْعَى في ديارِهمُ والحبُّ يقتلُ أحياناً بِلا قَوَد


    إن زين العابدين رحمه الله كان عالي الهمة في عبادته الفعلية والقولية، فقد كان كثيرَ الركوع والسجود والإنفاق في سبيل الله.. كيف والعبادة على رءوس العُبَّاد أحلى من التيجان على رءوس الملوك! إذا سَئِم البطَّالون من بَطَالتِهم، فلن يسأم العُبَّاد من عبادة ربهم ومناجاة خالقهم.

    رحم الله رجالاً نصبوا أبدانهم لخدمة مولاهم، وكابدوا العبادة حتى استمتعوا بها.

    إن زينَ العابدين ما لُقِّب بهذا اللقب إلا وهو قد بلغ منزلةً عاليةً ورفعةً ساميةً في بساتين العبادة.

    إن زينَ العابدين ضَربَ أروع الأمثلة لمن أراد الإخلاص في الصدقة، وإطعام الأيتام والفقراء والمساكين، فيا مسلم! أرأيت رجلاً يقوم بالسؤال عن الفقراء والمساكين وإيصال ما يحتاجونه إليهم؟!
    زهدَ الزاهدونَ والعابدونَ إذْ لمولاهم أجَاعوا البطونا
    أَسْهروا الأَعينَ القريحةَ فيهِ فمضى لَيلُهم وهُم ساهِرونا


    إن زين العابدين وأهل البيت رحمهم الله لم يكتفوا بالعبادة فقط؛ بل جمعوا بجانبها الزهد، ورواية حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والفقه، وحفظ القرآن، والجهاد، والفروسية، ولو أردنا أن نذكر أخبار العُبَّاد وعبادتهم لاستغرق ذلك المجلدات.

    فيا مسلمون! أين منا صوامُ النهار ورجال الليل؟ أين ابن أدهم والفضيل وعلي بن الحسين؟ ذهب الأبطال وبقي كل بطَّال.. ذهب السادة وبقي قرناء الحشاء والوِسادة.
    نَزلوا بمكَّةَ في قبائِل هاشمٍ وَنزلْتُ بالبيداءِ أَبعَدَ مَنْزلِ


    لقد مات علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.. مات زين العباد والزهاد.. مات من نصر الدين، وذب عن حياض المسلمين.. مات شيوخ الإسلام وأعلام أهل البيت الكرام.. مات من خدم هذا الدين، وبقينا نحن.. والسؤال هو: ماذا قدمنا نحن لله ولدينه أولاً، ولأنفسنا وللمسلمين ثانياً؟ هل اقتدينا بهم وسرنا ذلك المسير الذي سار فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من المحبة والصدق، والتفاني لأجل هذا الدين؟ قال تعالى: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)) [الفتح:29].

    وخلاصة الأمر، وغاية المرام: أن أمر هذا الدين لا يصلح إلا بما صلح به أمر أوله؛ من الصدق في القول والعمل، والمتابعة الصحيحة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتجرد عن الهوى، والسير في خُطا الأماجد.

    عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومراقبته، واقتفاء أثر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.

    وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى أهل بيته الطاهرين، والصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك الجنة، ونعوذ بك من النار، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين.

    ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

    اللهم انصر الإسلام والمسلمين، واخذل الكفرة والمشركين، اللهم ارفع علم الجهاد، واقمع أهل الزيغ والفساد.

    عباد الله! إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 8:51 am