الشبكة المغاربية ...لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

عزيزي الزائر أهلا و سهلا بك في منتداك و منتدى الجميع ، الشبكة المغاربية لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير التي هي لجميع الناس لدعوتهم بالحكمة و الموعظة

الحسنة إلى الإسلام الصحيح .

فهيا سجل معنا في منتداك لتعيننا على الدعوة في سبيل الله و على نشر دينه و على نصرة نبيه و نصرة الإسلام و المسلمين .



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الشبكة المغاربية ...لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

عزيزي الزائر أهلا و سهلا بك في منتداك و منتدى الجميع ، الشبكة المغاربية لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير التي هي لجميع الناس لدعوتهم بالحكمة و الموعظة

الحسنة إلى الإسلام الصحيح .

فهيا سجل معنا في منتداك لتعيننا على الدعوة في سبيل الله و على نشر دينه و على نصرة نبيه و نصرة الإسلام و المسلمين .

الشبكة المغاربية ...لمكافحة التشيع والتصوف والتنصير

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة

» هل أُريد بحديث الغدير النص على عليٍّ بالإمارة والخلافة؟ وما حقيقة قصة الغدير؟
ٍٍالتمدد الرافضي الايراني  في مختلف الاتجاهات  Emptyالخميس فبراير 27, 2014 2:48 am من طرف آكسل

» اوضح لنا معتقدك يا رافضي - يا شيعي
ٍٍالتمدد الرافضي الايراني  في مختلف الاتجاهات  Emptyالخميس فبراير 27, 2014 2:09 am من طرف آكسل

» هذا بعض ما قاله سيدنا علي في حق الصحابه يا شيعه
ٍٍالتمدد الرافضي الايراني  في مختلف الاتجاهات  Emptyالخميس فبراير 27, 2014 2:05 am من طرف آكسل

» حوار عقلاني مع جاري ؟
ٍٍالتمدد الرافضي الايراني  في مختلف الاتجاهات  Emptyالأربعاء فبراير 26, 2014 7:57 pm من طرف fergani

» التوحيد 000
ٍٍالتمدد الرافضي الايراني  في مختلف الاتجاهات  Emptyالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 12:23 pm من طرف أبن العرب

» حتى لا تكون فتنة : وجود الشيعة في المغرب العربي
ٍٍالتمدد الرافضي الايراني  في مختلف الاتجاهات  Emptyالإثنين يناير 21, 2013 10:18 pm من طرف أبن العرب

»  الإمام مالك رحمه الله وموقفه من الرافضة
ٍٍالتمدد الرافضي الايراني  في مختلف الاتجاهات  Emptyالخميس نوفمبر 08, 2012 7:46 pm من طرف عثمان الخميس

» علي بن أبي طالب هو الذي هدى كل الأنبياء وهو الذي نجى نوح وصاحب ابراهيم _وثيقة_
ٍٍالتمدد الرافضي الايراني  في مختلف الاتجاهات  Emptyالخميس نوفمبر 08, 2012 7:33 pm من طرف عثمان الخميس

»  علماء الراقظة يفترون الكذب على الله عز وجل : من عصى الله وأطاع علي يدخل الجنة ومن أطاع الله وعصى علي يدخل النار ؟؟؟ وثيقة
ٍٍالتمدد الرافضي الايراني  في مختلف الاتجاهات  Emptyالخميس نوفمبر 08, 2012 7:18 pm من طرف عثمان الخميس

» الشناوي وحفيد مبغض آل البيت... مامعنى ولي مولى و ولاية ؟؟
ٍٍالتمدد الرافضي الايراني  في مختلف الاتجاهات  Emptyالجمعة نوفمبر 02, 2012 5:14 pm من طرف عثمان الخميس

سحابة الكلمات الدلالية

صوت المغاربة

عدد الزوار

.: أنت الزائر رقم :.

اخترنا لك

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    ٍٍالتمدد الرافضي الايراني في مختلف الاتجاهات

    avatar
    عزوز أبو أميمة الحسني
    المدير العام


    عدد المساهمات : 775
    تاريخ التسجيل : 07/06/2010
    الموقع : بلاد ا لاسلام

    ٍٍالتمدد الرافضي الايراني  في مختلف الاتجاهات  Empty ٍٍالتمدد الرافضي الايراني في مختلف الاتجاهات

    مُساهمة من طرف عزوز أبو أميمة الحسني الجمعة أكتوبر 29, 2010 6:32 pm

    التمدد الرافضي في مختلف الاتجاهات













    أولاً: التمدد الرافضي في فلسطين:

    محاولات إيرانية لنشر المذهب الشيعي في فلسطين:

    يرى مراقبون مختصون بالحراك الإيراني الراهن في المنطقة العربية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقادتها الدينيين وجدوا في فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة فرصة تاريخية لتمرير سياستهم وأجندتهم غير المعلنة في فلسطين التي لم تشهد على مدار تاريخها أي ظاهرة طائفية مذهبية، سوى مذهب أهل السنة والجماعة.

    ويقول الخبراء إنه وعلى الرغم من محاولات إيران احتواء حركة الجهاد الإسلامي مذهبياً إلا أن القيادة في حركة الجهاد فطنت وأدركت طبيعة المجتمع الفلسطيني وتركيبته المذهبية، فلم تنجر وراء الأهواء الإيرانية، ولم تعلن في أدبياتها أي توجهات مذهبية، وذلك من خلال إدراكها السياسي والاجتماعي بأن الشعب الفلسطيني سيلفظهم، ولن يقبلهم، لما سيشكله ذلك من هدم للبناء المذهبي الديني السني للشعب الفلسطيني.

    ويجد المراقب للمشهد السياسي في فلسطين بعد حصد حركة المقاومة الإسلامية حماس، السنية المذهب، للأغلبية في الانتخابات التشريعية أن من التجليات التي تصاعدت وتيرتها هي الدور الإيراني، الذي يحاول أن يقوم بدور الراعي والحاضنة لحركة حماس التي لم تجد من يقف بجانبها مالياً وسياسياً في ظل المقاطعة العربية والدولية لها، سوى الدولة الفارسية التي فتحت أذرعها لها في محاولة لاغتنام الفرصة الذهبية والمتمثلة بتسخيرها لحماس وهي القوة الأكثر تأثيراً فلسطينياً وإسلامياً من أجل تحقيق أجندتها الخفية في المنطقة العربية؛ وذلك من خلال الدعم المالي والسياسي لها بحجة فك الحصار الذي يهدد به الكيان الصهيوني وأمريكا والدول الأخرى.

    تصريحات خطيرة:

    ومن الملفت للنظر ما رصدته «الحقيقة الدولية» من مشاهد وتصريحات تتماهى مع المخطط الإستراتيجي الإيراني والذي تزداد وتيرته تباعاً، وكان أغربها التصريح الذي أطلقه رئيس المكتب السياسي لحماس (خالد مشعل) خلال لقائه حفيد الإمام الخميني بالقاهرة ونشرته عدة وكالات أنباء وصحف إيرانية وقال فيه: (إن حماس هي الابن الروحي للإمام الخميني).

    هذا التصريح أثار الاستغراب لدى عدد من المراقبين الذين تساءلوا: منذ متى كانت حركة الإخوان المسلمين تتخذ من الخميني أباً روحياً رغم التباعد الكبير مذهبياً بين الاتجاهين؟ أم أن القضية لا تعدو كونها «تشيعاً سياسياً» كما حصل مع بعض أعضاء الأخوان المسلمين في مصر والأردن والذين أبدوا تعاطفهم مع لغة خطاب حزب الله اللبناني الشيعي، وأعلنوا تشيعهم السياسي وليس المذهبي.

    وكانت وكالة مهر للأنباء قد أفادت بأن «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» قد أكد في لقاء انعقد يوم الأربعاء الموافق 22/2/2006م على الدور الذي أداه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في يقظة وصحوة الشعوب الإسلامية.

    وقد رحب حفيد الإمام الراحل في هذا اللقاء برئيس المكتب السياسي «لحركة حماس» والوفد المرافق له، وأكد أن القضية الفلسطينية كانت من أهم الهواجس لدى الإمام الراحل، وشدد على أن إيران تعتبر في الوقت الراهن هذه القضية من أهم مبادئها التي لن تتغير وستواصل وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وتدعمه بكل قوة.

    وأشار حفيد الخميني -حسب المصدر ذاته- إلى الانتخابات الفلسطينية الأخيرة التي حققت فيها حركة حماس فوزاً ساحقاً، وقدم التهاني والتبريكات بهذه المناسبة العطرة، ورأى أن هذا النصر يعتبر جوهر مقاومة الحركة، ورأى أن تحقيق هذا الفوز يظهر بجلاء أن السبيل الوحيد لمواجهة بطش الكيان الصهيوني المحتل وغطرسته هو المقاومة فقط.

    وتابع خبر وكالة مهر بالقول: (بدوره أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) عن شكره للجمهورية الإسلامية الإيرانية شعباً وحكومة لدعم الشعب الفلسطيني، ورأى أن القاسم المشترك بين إيران والمقاومة الفلسطينية هو المقاومة والصمود، وأكد أن الشعبين الإيراني والفلسطيني اثبتا أنهما يقفان أمام التهديدات التي يطلقها المستعمرون ويواصلون هذا النهج حتى الشهادة.

    وفي مقالة كتبها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ونشرتها صحيفة «الانتقاد» الإيرانية، وحملت عنوان «نظرة إلى المسيرة الجهادية للإمام الخميني» قال مشعل: «ما أصعب الكتابة عن رجل مثل الإمام الخميني، رجل أحيا الله به أمة وأزال به عرش الطاغوت، رجل أشرق كالشمس في رابعة النهار ليبدد به ظلمات الظالمين والمستكبرين وينير به دروب المستضعفين والحائرين وتعجز الكلمات إن توفيه حقه في التقدير).‏
    وأضاف مشعل -قاصداً الخميني- في مقاله الذي ننقل عنه بالنص: (لقد كان حديثه طوال سنوات إبعاده عن وطنه لا يخلو من الحديث عن فلسطين وشعبها المظلوم ومقدساتها الإسلامية، وكان يفتي للشباب المسلم الإيراني وغيرهم بالانخراط في صفوف الثورة الفلسطينية، وللأغنياء بالدفع للمجاهدين من زكاة أموالهم، ومن الأخماس والنذور، وظل يحذر العرب والمسلمين من خطر هذه «الغدة» السرطانية «إسرائيل» كما سماها بحق، ويدعو الأمة إلى الوحدة الإسلامية بمختلف قومياتها ومذاهبها لان الوحدة هي طريق العزة والنصر والتحرير).‏
    وتابع مشعل في المقال ذاته: (ولما نجحت الثورة الإسلامية في إيران كان أول ما صنعه الإمام رحمه الله أن نفذ ما كان يدعو إليه بالكلام والتعبئة والخطب، فأغلق سفارة العدو الصهيوني الذي هرب رجاله ودبلوماسيوه من طهران كالفئران مع بشائر الانتصار، وسلم مبنى السفارة الصهيونية نفسه ليكون سفارة لفلسطين، وكأنه يعلن أن أرضاً إسلامية لا يجوز أن يبقى عليها علم أو محتل يهودي، وكان رحمه الله يرفع دوماً الشعار الخالد «اليوم إيران وغداً فلسطين» والذي غدا شعاراً يتردد على كل لسان في إيران، بل إنه دعا إلى يوم عالمي للقدس يتوحد المسلمون فيه، ويتظاهرون سنوياً للتعبئة ليوم النصر وتحرير فلسطين والمقدسات).

    وختم مشعل مقاله بالقول: (وكان الإمام الراحل يردد كثيراً من مقولته المدوية (لو أن كل مسلم أخذ دلواً من الماء وأراقه على «إسرائيل» لغرقت) ليؤكد بذلك أن وحدة المسلمين هي طريق النصر والعزة والتحرير، وأن «إسرائيل» الغاصبة وأمريكا الشيطان الأكبر إنما يقوون ويتجبرون بضعفنا وتفككنا نحن المسلمين، وكان يعلن وبصوت الواثق المطمئن إلى نصر الله «إن إسرائيل يجب أن تزول من الوجود وأن القدس هي أرض المسلمين ويجب أن تعود إليهم»).

    مجلس أعلى لشيعة فلسطين:

    القضية لم تقف عند حد التصريحات أو لغة المجاملة فحسب، إذ على الرغم من عدم وجود أية أرقام ذات وزن للشيعة بين الفلسطينيين والتي تكاد تكون معدومة، إلا أن الأسير الفلسطيني المدعو محمد غوانمة أعلن عن تأسيسه للمجلس الشيعي في فلسطين، ليبدأ الحراك الشيعي عمله الرسمي تحت مظلة هذا المجلس.. في محاولة للإيحاء بوجود عدد كبير من أتباع المذهب الشيعي في فلسطين.. وهو تدليس قائم على افتراء عظيم.

    ويدعي الشيعة زوراً وبهتاناً أن الشهيد الشيخ عز الدين القسام كان أحد أبرز المتشيعين في فلسطين، في محاولة يائسة منهم لاستدرار عطف أتباع كتائب عز الدين القسام وغيرهم ممن يؤمنون بطريق المقاومة كسبيل لتحرير فلسطين لإقناعهم بالخط السياسي والمذهبي الإيراني.

    أسماء فلسطينية في بورصة الـ «تشيع»:

    ومن الأسماء التي يتم تداولها في بورصة شيعة فلسطين الوهمية كل من محمد شحادة القيادي الإسلامي البارز، والدكتور أسعد القاسم، والدكتور زهير غزاوي، والدكتورة دلال السلطي.. إلا أن تلك الشخصيات لم يتم التأكد من تشيعها من مصادر مستقلة.. ولكن يتم تسويق مثل هذه الأسماء بغية تشجيع الآخرين على أن هناك قيادات فلسطينية بارزة تؤمن بالمذهب الشيعي.

    موقع إلكتروني في غزة يروج لفكر الشيعة:

    واستكمالا للدور الذي تقوم به إيران في نشر التشيع السياسي مظللا بالتشيع المذهبي، برزت هناك نوافذ إعلامية على الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» مجهولة المصدر أو الأشخاص الذين يديرونها تتبنى لغة خطاب وأسلوب الشيعة ونهجهم الفكري وتطرحه كمادة إعلامية يومية على المواطن الفلسطيني، بدعم مادي من إيران وإشرافها الفكري والإيديولوجي.

    ومن هذه النوافذ الإعلامية ظهر مؤخراً موقع «أمة الزهراء» التابع لما أطلق عليه اسم شبكة الأبدال العالمية، والذي بدأ بثه على شبكة الانترنت انطلاقاً من غزة.

    ويهدف الموقع بحسب ما تضمنته الصفحة الرئيسية له إلى بث الدعوة والثورة الإسلامية وفكر المقاومة في الذات الفلسطينية (لرسم الصورة الجديدة لحالة الأبدال الشاميين تاريخاً وسياسة وفكر ثورة .. ترسم صورة الوعي لسمات الحالة المهدوية القادمة، وترسم الصورة لحالة الوعي الصراعي من قلب القرآن) .. بحسب الموقع.

    ويعتمد الموقع منهجية ثورية على غرار الثورة الإيرانية، ويحاول بحسب التعريف الرئيسي للمشروع نشرها في عموم الأراضي الفلسطينية ابتداء من غزة، حيث يقول مؤسسو المشروع: (شعار ثورتنا عمود النور ذاته يصعد من خلف الوسادة إلى عمق الشام، من عمق الجنوب إلى عمق جنوب آخر يصعد، نكتشف به اليوم ذاتنا لماذا نحن اليوم في القدس).

    ويمضي الموقع بالتعريف عن نفسه بالقول (لماذا نحن اليوم في قاعة الدرس المجاور لموقع فاطمة الوحدة.. وفاطمة الثورة. فهل أدرك القادمون السر؟ جئنا بفضل الله والرحمة نخطو بدروسنا وقلمنا الممتد عبر تاريخنا نرسم للروح ثورة... وأن غزة بوابة المهدي جنوب الروح.. اليوم تعلن كلمة السر، بالروح ثورة.. نحن الآن وكل الحواريين وجهة الأمة..وقلب الأحرار يا ثورة... أشتعل في عشق نورك فيردني كتاب ربي ويسكن ثورتي ولكن لكل المواعيد ثورة).

    الخلاصة:
    إن التغلغل الإيراني في فلسطين يشهد مراحل متقدمة تتطلب من كافة الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن تتنبه لها نظراً لما تحمله تلك المخططات الهدامة من نتائج لن تقتصر على الساحة الفلسطينية فحسب، بل ستكون لها تداعيات سلبية على المنطقة العربية برمتها ما لم يوضع لها حد فوري يضع الحسابات الحزبية والمصالح التنظيمية جانباً وتتقدم على كل ذلك مصلحة الدين والأمة العربية والإسلامية.

    الغزو الشيعي لفلسطين:

    1- الشيعة في فلسطين قديمًا:

    أثار الإعلان الأخير عن إنشاء مجلس شيعي أعلى في فلسطين، والتراجع عن ذلك بعد أيام، ردود فعل منددة ومستغربة. ومنبع التنديد يعود إلى علم المسلمين في فلسطين وخارجها بأهداف ومرامي هذا المجلس، وعموم المؤسسات والهيئات الشيعية التي يتم إنشاؤها هنا وهناك، من نشر الأفكار الضالة، والإساءة لعقائد المسلمين السنة ورموزهم.

    أما الاستغراب فيعود إلى علم الجميع بأن فلسطين دولة سنيّة، ولا وجود لأقلية شيعية، فلماذا يقوم تجمع أو مجلس شيعي في دولة أهلها سنّة. لكن المهتمين المتابعين للتمدد الشيعي في الدول الإسلامية، لم يجدوا الإعلان عن إنشاء "المجلس الشيعي الأعلى في فلسطين" أمرًا مفاجئًا، ذلك أن إيران وبعض الجهات الحليفة لها تبذل جهودًا كبيرة، ومنذ سنوات طويلة، لنشر المذهب الشيعي في جميع دول العالم، وبخاصة في الدول السنيّة.

    وهذا الإعلان عن إنشاء مجلس شيعي، ثم التراجع عنه بعد أيام يحمل أكثر من دلالة في طياته، ومن ذلك وجود مشروع شيعي تبشيري يعمل على الأرض الفلسطينية، ولكن يبدو أن بعض المتشيعين قد استعجل الظهور للعلن قبل تهيئة الأوضاع، مما دعا حتى قادة الجهاد القريبين من إيران والشيعة للتنصل من هذا المجلس، كما أن سمعة الشيعة اليوم سيئة على المستوى الإسلامي والعربي بسبب موقفهم المتواطئ والمتعاون مع القوات الأمريكية في العراق أو السكوت والتغاضي كحال حزب الله في لبنان، كما أن تزايد مطالب التجمعات الشيعية في الدول العربية بسبب صعود شيعة العراق، أثار انتباه الحكومات العربية لمثل هذه التحركات مما يؤكد وجود مخطط لإنشاء الهلال الشيعي.

    ويحمل المجلس الشيعي هذا معه بذرة اختراق شيعية جديدة للمجتمع الفلسطيني، فهو يمثل نجاحًا لأناس خططوا ووجدوا من يدعمهم في مقابل فوضى وتقصير أهل السنة. وقد تعودنا من متابعتنا لأسلوب العمل الشيعي أنهم يلجئون إلى إنشاء الهيئات والمؤسسات بكثرة وبأسماء ضخمة مثل "المجلس الأعلى، المجلس العالمي" مع أنهم لا يتجاوزن أحيانًا أصابع اليد الواحدة! ويفعلون ذلك لإيهام المسلمين أن عدد الشيعة في هذا البلد أو ذاك كبير، كما أن الشيعة لن يكتفوا بهذا بل سيصعدون مطالبهم كالعادة مع الأيام للحصول على مكاسب لا يستحقونها.

    نعم، إن عدد الشيعة الحالي في فلسطين صغير جدًا، وأعداد المتشيعين الحالية لا تدعو للقلق، لكننا مطالبون بالوقوف تجاهه وقفة جادة ومحذرة، فنشر التشيع في فلسطين علاوة على بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يهدف إلى إثارة الفتنة بين الفلسطينيين، وصرفهم عن قضيتهم الأساسية في مقاومة الاحتلال.

    2- دخول التشيع إلى فلسطين قديمًا:

    شهدت فلسطين فيما مضى فترات طرأ فيها التشيع وانتشر وذلك في القرن الرابع الهجري، خاصة تلك الفترة التي سيطرت فيها الدولة العبيدية الشيعية الإسماعيلية على بلاد الشام، فقد حاول العبيديون الفاطميون الذين كان مقرهم في القاهرة نشر مذهبهم في الأقاليم المختلفة، ومنها فلسطين. وكان الدعاة في الأقاليم يؤدون المهمة التي كان داعي الدعاة في القاهرة يكلفهم بها من الدعاية للمذهب الشيعي الإسماعيلي.

    وأنشأت الدولة العبيدية لذلك في بيت المقدس "دار العلم الفاطمية" وكانت فرعًا لدار العلم الفاطمية بالقاهرة التي أسسها الحاكم بأمر الله، سادس الحكام العبيديين (395هـ/ 1004م)، واتخذوا هذه الدار مركز دعاية للمذهب الشيعي، فكان لها أكبر الأثر في انتشار هذا المذهب في فلسطين، وظل هذا المعهد في القدس حتى سقطت بيد الصليبيين.

    وقد زار الرحالة الإسماعيلي ناصر خسرو فلسطين سنة (437هـ 1045م) وقال: (إن عدد سكان القدس نحو عشرين ألفًا جلّهم شيعة).

    ووصف ابن جبير المذاهب المنتشرة في فلسطين في القرن السادس الهجري أثناء زيارته لها، فقال: (وللشيعة في هذه البلاد أمور عجيبة، وهم أكثر من السنيين، وقد عمّوا البلاد بمذاهبهم، وهم فرق شتى، منهم الرافضة والإمامية والإسماعيلية والزيدية والنصيرية).

    وحين سقطت دولة العبيديين على يد صلاح الدين الأيوبي سنة ( 567هـ/ 1171م) وقامت في مصر والشام الدولة الأيوبية، هدأت حركة التشيع، واختفى أنصارها عن الأنظار، فقد عمل صلاح الدين على نشر السنة ومذهب الإمام الشافعي، وأنشأ لذلك المدارس ودور العلم، وعمل على مقاومة ما غرسه العبيديون في نفوس الناس من عقائد باطلة... وهكذا انقطع الشيعة عن الناس، وأحاطوا أنفسهم بالسرية التامة.

    ومع عهود الضعف والاضطراب ظهرت من جديد جيوب شيعية في فلسطين ففي عهد أحمد باشا الجزار الوالي العثماني، وقعت بينه وبين الجيوب الشيعية وقائع كثيرة منها ما جرى سنة (1195هـ/1780م) في قرية يارون القريبة من صفد.

    وقد لجأ جماعة منهم إلى عكا، فاستأمن الجزار بعضهم، وسجن آخرين، ثم انشغل عنهم بالحملة الفرنسية على الشام، فلما انسحب الفرنسيون عاد الجزار من جديد إلى محاربة الشيعة لفترة امتدت زهاء عشر سنوات، وأحرق كتبهم.

    ووقف العثمانيون أمام محاولات الشيعة المتكررة لنشر وترسيخ مذهبهم في فلسطين، وبعد سقوط الدولة العثمانية ووقوع بلاد الشام تحت الاحتلال الفرنسي والبريطاني وتقسيم المنطقة، تم ضم بعض قرى جنوب لبنان الشيعية في حدود فلسطين حين جرى رسم الحدود عام 1927.

    كما أن ثمة أسباب أدت إلى تسرب التشيع إلى فلسطين في الوقت المعاصر أبرزها:

    1- انخداع كثير من الفلسطينيين بالثورة الخمينية بسبب خطابها الثوري الذي رافقه نشر الدعاية للمذهب الشيعي.

    2- دعم إيران لبعض الأحزاب والفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها "حركة الجهاد الإسلامي"، مما نتج عنه تشيع عدد من قادتها وأفرادها فيما بعد، كما سنبين ذلك لاحقًا.

    3- انبهار كثير من الفلسطينيين بتجربة حزب الله الشيعي اللبناني، الأمر الذي جعل بعضهم يتبنى أفكار الحزب وعقائده. بالإضافة لنشاط حزب الله في المخيمات الفلسطينية في لبنان.

    صحيفة شيعية تعود لبث سمومها في قطاع غزة:

    عادت صحيفة "الاستقلال" الصادرة في غزة والمدعومة من إيران مباشرة للصدور اليوم، والتي يشرف عليها العديد من عناصر الجناح السياسي لحركة الجهاد الإسلامي.

    وقال مراسل "مفكرة الإسلام": (إن الصحيفة أطلت بوجهها لتطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة؛ فقد قامت هذه الصحيفة التي تلبس رداء المقاومة وفي طياتها تحمل التبشير الشيعي بانتقاد المصليين لاعتراضهم على أحد "الدعاة"، على حسب زعم الصحيفة بسبب عقده مقارنة في أفضلية الصحابة).

    ثم قامت هذه الصحيفة بذكر مناقب الإمام علي رضي الله عنه وذكرت عدة أحاديث منها على حسب ما أوردت الصحيفة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: { واجعل لي وزيرًا من أهلي عليًا أخي }.

    وأضافت الصحيفة في نهاية مقالها: (هذه المرتبة الرفيعة تهفو لها نفس عمر، ولكن الله جعلها مقصورة على علي كرم الله وجهه دون غيره، ويرضى عمر بذلك، فعلام يأتي اليوم بعض المحرومين من نور المعرفة والثقافة بقلوب ملؤها الغيظ يهرفون بما لا يعرفون عندما يتحدث داعية أو محاضر عن مناقب الإمام علي ليريهم ما لا يرون)، على حد زعم هذا الشخص.

    وتعليقًا على ما نشرته الصحيفة الشيعية على لسان ذلك الشخص قال مراسل "مفكرة الإسلام": (نحن أهل السنة والجماعة نعتقد أن أفضل الصحابة باتفاق الصحابة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، ثم عمر رضي الله عنه، ثم عثمان رضي الله عنه، ثم علي رضي الله عنه، وكذلك من المعروف لدينا هنا في قطاع غزة أن هذا الباب بدأ يُطرق من قِبل عناصر من الجهاد الإسلامي زاعمين أن عليًا وقع فريسة لظلم من قِبل العديد ممن تقدموا عليه، وهذا الباب يُطرق كثيرًا عند المتشيعين الجدد).

    جدير بالذكر أن هذه الصحيفة قامت قبل مدة بالطعن في الصحابي الجليل أبو سفيان؛ مما أثار حفيظة العديد من أهالي القطاع، وهذا المقال يوضح أن الصحيفة بدأت تتخذ منحى آخر في نشر سمومها.

    ثانياً: التمدد الرافضي في المغرب العربي:

    التغلغل الشيعي في جسم الحركات الإسلامية بالمغرب:

    يمكن تصنيف تعاطي الحركات الإسلامية بالمغرب مع ظاهرة التشيع في ثلاث مواقف:

    موقف الصرامة التنظيمية ضد أي شبهة خاصة بالتشيع، وخاصة مع جماعة "العدل والإحسان" وحركة "التوحيد والإصلاح"، موقف الانزلاق نحو التعاطف الكبير مع الشيعة، عند "الحركة من أجل الأمة" و"البديل الحضاري"، لولا أن التعاطف اقتصر برأي المتتبعين على الشق السياسي دون أن يمتد للشق العقائدي، وموقف "الحرب المذهبية"، ذلك الذي تتبناه التيارات السلفية الوهابية.

    قد تختلف الفعاليات الإسلامية الحركية بالمغرب عن شرعية السلطة، الموقف من المشاركة في اللعبة السياسية، مدونة الأسرة، الحوار مع اليسار العلماني المعتدل.. ولكنها لا يمكن أن تختلف مع معطى ميداني مصنف ضمن خانة الطابوهات:

    التغلغل الشيعي في جسم الحركات الإسلامية:

    المعطيات التي نتوفر عليها تشير إلى أن التغلغل الشيعي لم يستثني أي حركة إسلامية بالمغرب، إما بسبب قابلية التسريع من التغلغل، أو بسبب أخطاء ميدانية ارتكبت من قبل بعض القيادات، ساهمت بشكل أو بآخر في توسيع قاعدة التشيع، ليصبح الإسلاميون متشيعون "موضة" ثقافية إسلامية مثل السلفية العلمية وتجسيدا لتشوه سلوكي وعقدي وتكريسا لاختلال بنيوي في داخل التيار الإسلامي المغربي العريض.

    نماذج في التغلغل:

    مع جماعة "العدل والإحسان" مثلاً، تأثر الشيخ ياسين بالشيخ محمد ناصر الكتاني وهو سني المذهب، أستاذ بدار الحديث الحسنية، ودرس بجامعة محمد الخامس، وأحد تلامذة مولاي أحمد بن الصديق، ولكنه كثيرا ما تطرق للإشكال الزيدي (نسبة إلى الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي، أخو الإمام الباقر)، وهو عين ما قام به الشيخ عبد السلام ياسين، لولا أن خوض مرشد الجماعة لم يكن في الكواليس أو حتى في جلسات علمية تتطلب حضور عدة فقهية ومعرفية شبه غائبة عند الأتباع، بل تم الترويج عن حسن نية للطامات الشيعية في بعض المؤلفات الموجهة للقراء في غياب أرضية علمية وفقهية مفروض أن تجسد حصانة ضد هذا التغلغل، وبالنتيجة برزت العديد من الأسماء "العدلية" التي تشيعت، لعل أبرزها المدعو (م. م) الذي حظي بشرف مراجعة بعض مؤلفات الشيخ عبد السلام ياسين، اتهم بالتشيع، وتم فصله حسب مصدر مسؤول من الجماعة، وفي "رواية" لسلفي وهابي، (م. م) قرر الخروج من الجماعة قبل صدور قرار الفصل، وانتقل من نجس إلى نجس (كذا بتعبير السلفي)، ويعيش حالياً بالولايات المتحدة الأمريكية.

    "الحركة من أجل الأمة" ومعها جمعية "البديل الحضاري" تأثرتا بشكل كبير بتبعات الثورة الإيرانية، ويتضح ذلك مثلا في دلالات الاسم الذي أطلق على أدبيات الحركة: مشروع البصيرة (البصيرة مصطلح عرفاني شيعي صرف)، و"البصائر" هو عنوان إحدى المنابر الفكرية ذات النزوع الشيعي المتشدد، ثم إن مجرد الحديث عن "الحركة من أجل الأمة" يحيل على "ولاية الأمة"، والذي يحيل بدوره على "ولاية الفقيه"، ناهيك عن كون مراسل قناة "المنار" اللبنانية ينتمي لنفس الحركة.

    يقف (م. ع) (سلفي التوجه) وراء توجيه اتخاذ قرارات مسؤولة بطرد أغلب العناصر الإسلامية التي تبث تشيعهم. وضمن نفس المنظور، تمت الاستعانة بحسن الكتاني، مع فارق أن سلفية هذا الأخير لم تكن سلفية تقليدية، بغية التسريع بالتصدي لأي مد شيعي داخل الحركة

    مع "التوحيد والإصلاح"، سوف يتم طرد المتشيعين في الفترة الممتدة ما بين 1987 و1991، أي العام الذي شهد طرد مجموعة أطلق عليها "مجموعة يعقوب المنصور بالرباط".

    خلل بنيوي يكرس تغلغل المجلات الشيعية:

    "المنطلق الجديد"، "قضايا إسلامية معاصرة"، "المنهاج"، "البصائر"، "المحجة"، "الكلمة"، "الحياة الطيبة"، "الوعي المعاصر"، "فقه آل البيت"... غيض من فيض المجلات الفكرية المشرقية التي يعج بها السوق المغربي، تمول من قبل معاهد ومراكز أبحاث شيعية المذهب أو موالية للشيعة، ولكنها لا تنشر للشيعة فقط، على اعتبار أن العديد من الأسماء السنية تنشر بها، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، يوسف القرضاوي، محمد عمارة، أحمد كمال أبو المجد، أبو يعرب المرزوقي، خالص جلبي، أحمد صدقي الدجاني..

    ولأسباب موضوعية مرتبطة بقلة المنابر الفكرية السنية، خاصة وأن المجلات الإسلامية السنية يطغى عليها الطابع الصحفي الصرف، مقارنة مع الطابع الفكري الذي يميز المنابر السالفة الذكر ويمكن أن نقارن أساسا بين تلك المنابر ومجلات مثل "الوعي الإسلامي"،" منار الإسلام"، "الفرقان".. وكلها من دول الخليج العربي مجرد استعراض الأسماء المشرفة على إدارة تحرير هذه المنابر يحيل على المرجعية الشيعية الصريحة، ونذكر منهم على الخصوص، عبد الجبار الرفاعي، السيد محمد الهاشمي الشاهرودي، حيدر حب الله، هاني عبد الله، الشيخ أسد الله حسني (عن فصلية المنهاج)، محمد رضا نور اللهيان المهاجر، نجف علي ميرزائي (الحياة الطيبة)، السيد جعفر الشيرازي، مرتضى معاش، عبد الله الفريجي، حيدر الجراح (النبأ)، الشيخ مهدي العطار، علي المؤمن، زينب شوربا، محسن الموسوي (المستقبلية) أو جعفر حسين، متوكل علي، حسن علي (البصائر).

    بالنسبة لموضوعات هذه المجلات، فتتميز بالتنوع والانفتاح على ملفات تجديد علم الكلام، التأويل، التعريف بفقه آل البيت، تمرير ملفات حول المشروع الشيعي العقدي والفكري (كما هو الشأن على الخصوص مع فصلية البصائر التي تروج بين المتتبعين لأطروحات شيعية متشددة).

    حتى نستوعب مدى خصوبة الأرضية التي تقتات عليها هذه المجلات، مما يسهل بالتالي فعل الاختراق البطيء والفعال، نأخذ الحالة المغربية نموذجا، حيث تواضع منتوج المنابر الإسلامية، منها مثلا مجلة "دعوة الحق" الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفي المقابل، نجد فصلية فكرية رصينة تحمل اسم "المنعطف" التي يشرف عليها عدة أسماء لامعة وشابة في وجدة والتي تعاني الأمرين قبل الصدور بحدود أدنى من الإمكانيات المادية، دون أن يمنعها ذلك من أن تنشر لأسماء فكرية تكاد تصنف ضمن خانة "أعلى عليين" (من طينة الفيلسوف المجدد طه عبد الرحمن، المفكر الموسوعي عبد الوهاب المسيري أو المرحوم علي عزت بيغوفيتش)([1])، وطبيعي أن الأفق المعرفي والتنظيري لمثل هذه القمم المعرفية لا يمكن أن تستوعبه مجلة مثل "دعوة الحق"، ومعها المنابر الإسلامية الحركية.

    فطبيعي، في ظل هذا الفارق الصارخ بين أفق "المنعطف" بإمكانيات جد محدودة و"دعوة الحق" بتبني رسمي من لدن الوزارة الوصية، أن تبتهج المنابر الشيعية التمويل لتبعات هذا الخلل، من أجل كسب شريحة لا يستهان بها من القراء، إسلاميين حركيين كانوا، أو باحثين متتبعين ومهتمين بطبيعة الملفات الدينية والفكرية والسياسية التي تنشر في تلك المنابر.

    هذا عن الحالة المغربية، ولا يختلف الأمر كثيرا مع باقي الدول العربية ذات الأغلبية السنية، وكل هذه مقدمات ميدانية تكرس تغلغل هذه المنابر، في إطار منظور استراتيجي يندرج بصيغة أو بأخرى ضمن خانة "تصدير المعرفة الإيرانية"، بعد تواضع نتائج "تصدير الثورة الإيرانية".

    أركيولوجيا التشيع بالمغرب:

    ما هي مستجدات ظاهرة التشيع بالمغرب؟ وهل يصح الحديث عن تنظيم شيعي سري، أم أن المسألة لا تتجاوز أفراد متناثرين، وبالتالي لا تستدعي كل هذا القلق كما يشير إلى ذلك الباحث المغربي محمد ضريف، أحد أبرز المتتبعين لملف الحركات الإسلامية، ألا يؤشر وجود أربعة آية الله مغاربة على تفشي التشيع بالمغرب؟ ما هو واقع الجاليات المغربية في الديار الأوروبية أمام المد التبشيري الشيعي؟ ألا تساهم التقية الشيعية في تعقيد الأمور لمعرفة الحجم الحقيقي للمتشيعين المغاربة؟

    أسئلة ضمن أخرى، يصعب الحسم فيها وذلك بسبب حاجز التقية القائم عند بعض الأسماء الشيعية، أو ذات الميولات الشيعية، سياسية أكثر مما هي عقائدية، وحتى الفعاليات الإسلامية، ومنها "السلفية العلمية"
    سوف نكتفي في هذا المقام باستعراض لفتات عابرة حول التشيع بالمغرب، مقدماته التاريخية، بتقاطعاتة السياسية والمذهبية والإيديولوجية، واقعه وآفاقه، أسباب اختراقه للجسم الإسلامي الحركي العريض، وتستعرض ردود بعض الفعاليات الإسلامية والعلمية بخصوص واقع التشيع في المغرب السني المالكي الأشعري

    حب آل البيت وشماعة التشيع:

    معلوم أن المغاربة يحبون آل البيت بطبعهم، حتى أن كتب التاريخ المغربية التي تعرضت لمحن آل البيت، نجد نفسا شيعيا، دون أن يكون بالضرورة عقديا، على خلاف التأويل الشيعي الفج، ومن هذه المؤلفات نجد "الدر السني" وكتاب "الإشراف بذكر ما حل في فاس من المشاهير الأشراف"، أو "الدرر البهية في الأنفاس الحسنية لادريس العلوي" والذي طبعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. كما أننا نقرأ في كتاب "المعيار المعرب" (ق10) لأبو القاسم الزياني جماعة الوهبية، وهي جماعة أباظية (من الخوارج) وتغلغلت في المغرب بسبب حب المغاربة لآل البيت حتى لقوا السند الكبير من قبل الشيخ أحمد التيجاني.

    وسواء تعلق الأمر بالأدارسة (الذين أدخلوا الإسلام للمغرب الأقصى) أو المرابطين والموحدين والمرينيين ثم السعديين فالعلويين، فقد قامت هذه الدول على العصبية لآل البيت. وهي الشماعة العقائدية التي تلعب بها الشيعة في الحوزة، أي شماعة "الشيعة في عهد الأدارسة"، والحال أن المذهب الشيعي لم يتبلور إلا في القرن الرابع الهجري.

    تتحمل الطريقة الصديقية مسؤولية كبيرة في تسهيل التغلغل الشيعي بالمغرب، وتعود أصل الحكاية إلى زيارة شيخ الطريقة، مولاي أحمد بن الصديق، للمشرق، في عز تصاعد المد المعتزلي، متأثرا بكتابات محمد بن عقيل (من الشيعة الإمامية) مؤلف كتاب "العتب الجميل لأهل الجرح والتعديل" حيث الهجوم على أهل الأئمة والحديث. وهو شيخ أشعري تأثر بمشايخ من حضرموت باليمن.

    بعد عودة بن الصديق من مصر، قام بنشر هذا الفكر وخلفه عبد العزيز من الصديق، الذي كان يميل إلى آل البيت، وهناك حاليا في طنجة مكتبة العلامة عبد العزيز بن الصديق، تساهم بصيغة أو بأخرى في نشر الفكر الشيعي حسب ما يشير إليه أحد المحققين المغاربة. (وتحديداً عقائد "الشيعة الإمامية").

    لم تقم الثورة الإيرانية التي تأثرت بفكر "الإخوان المسلمين"، وخاصة حسن البنا -وهناك اعترافات شيعية في هذا الصدد- سوى برد الجميل الحركي لمجموع الحركات الإسلامية في الدول الإسلامية السنية، على اعتبار أنها قدمت بعد منعطفات رسخت أقدمها في تاريخ الذل والضعف والرضوخ للآخر، وتتقدمها بطبيعة الحال النكسة، زيارة أنور السادات لتل أبيب، القمع السوري والعراقي للإخوان المسلمين، ونكسات إسلامية متفرقة.

    ونضيف عليها فشل قيام الثورات الإسلامية في الدول السنية، على عكس الدولة الشيعية([2])
    أضحت الثورة الإيرانية، كأنها "معجزة"، والطريف المؤسف أنها تزامنت مع بداية القرن الرابع عشر الهجري، حيث الإحالة الضمنية على الأثر النبوي الذي يتحدث عن "بعث مجدد القرن"([3]).

    آليات ومراحل التشيع:

    تجمع العديد من الشهادات الإسلامية الحركية على أن أهم آليات الاختراق الشيعي في المغرب مرت عبر العمال المغاربة في العديد من الدول الأوروبية، وخاصة في إسبانيا وبلجيكا، عبر عناصر جزائرية على الخصوص، وموازاة مع هذه الأنشطة، كانت العديد من المؤسسات الشيعية التي تحتضن "المستبصرين" وهناك منشورات ترسل من قبل إيران لهؤلاء.

    بالنسبة لأهم مراحل التشيع، فتتوزع على "التخلية"، وتقوم على إزالة المعتقدات القديمة "السنية". و"التحلية" وتقوم على غرس العقائد الشيعية.

    لو صح الحديث عن مراتب التشيع في المغرب السني الأشعري المالكي، لجاز لنا تصنيف أربعة أسماء وصلت إلى مرتبة "آية الله" (من فاس ومراكش وطنجة)، تشبعت حتى النخاع بالمذهب الشيعي، ونضيف معها ثلاثة أسماء وازنة:

    · (م. خ)، يبلغ من العمر حوالي السبعين عاما، إمام وخطيب مسجد بطنجة، وقاضي سابق، لديه أتباع وصدى كبير في المنطقة.

    · (ا. م) شيخ من تطوان، يبلغ من العمر 88 سنة، اشتهر، كغيره من غلاة الشيعة بالعداء للوهابية.

    · (ع. م)، من تلامذة عبد الله التليذي، يوجد حاليا في ألمانيا، وكان يحضر دروسا فقهية للشيخ أحمد ابن الصديق بطنجة.

    أغلب الشيعة المغاربة درسوا في حوزات حلب بسوريا أو قم بإيران، عبر أسماء معروفة يتقدمها محمد حسين فضل الله.

    إلى جانب هؤلاء، نجد بعض الباحثين المتهمين من قبل الحركات الإسلامية بالتشيع، ويتقدمهم بطبيعة الحال الباحث مصطفى بوهندي والباحثة خ. ب، الأول متهم من التيار السلفي بأنه يتقاطع مع الشيعة في طعنه في الصحابي أبو هريرة والثانية تتقاطع مع الشيعة في طعنها في الإمام البخاري.

    وعلى ذمة أحد المؤرخين المغاربة، فإن مؤلفات هذين الباحثين (تشكل خطراً دينياً وثقافياً وفكرياً على المغرب).

    والمثير حقاً حسب الأوساط الإسلامية أن باحثين من تيار "السلفية العلمية" قاما بالرد على مؤلفات مصطفى بوهندي وخديجة. ب، تعرضا لمضايقات أمنية، (أحدهما في مراكش، وآخر في القنيطرة)، وذلك قبل صدور انتقادات حسن الكتاني في أسبوعية "العصر".

    والأدهى أن مجابهة المد الشيعي في الشمال، والتي قادها إمام سني هو الآخر، يدعى محمد الجردي، إمام مسجد نافع، في منتصف التسعينيات، انتهت بصدور تهديدات بالتصفية الجسدية، قبل أن تتدخل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتهدئة النفوس والأوضاع.

    مبدئياً، وبرأي أهل الحديث والفقه ببلد الأولياء، يبقى المغرب، إلى جانب مصر والسعودية، من أهم حصون المقاومة ضد التغلغل الشيعي، وهذا بالرغم من الانبهار السياسي لبعض الإسلاميين المغاربة، والذي انتقل للأسف نحو الانبهار العقائدي، وليست الأزمة الوجودية التي تمر منها إيران اليوم، ومعها تحصيل ملكة العقل النقدي غير الخرافي، سوى بعض المقدمات التي من المفترض أن تعجل بتقزيم الحضور الشيعي بالمغرب.

    إسلاميون أبرياء، ولكن!

    مجرد تقديم شهادة البراءة للحركات الإسلامية من الاتهامات التي وجهت إليها حول التغلغل الشيعي، يثير العديد من الاستفسارات. قد يكون الأمر مقبولاً في بلد يتميز بتعددية المذاهب مثل العراق أو لبنان حيث الحضور الكوزمبولوتي للسنة والشيعة والنصارى، ولكنه يثير الكثير من الشبهات في بلد سني أشعري العقيدة، ومالكي المذهب! وواضح أن تقديم صك البراءة للسلطة، يعود لأسباب سياسية وليست بالضرورة عقائدية.

    وعموماً، إذا كانت الحركات الإسلامية في الساحة طيلة الثمانينات قد انتهت للفصل منهجياً وعقائدياً بينها وبين عقائد الشيعة (الرجعة والمهدوية (الخرافية)، والقول بكفر معظم الصحابة ومذهبهم في "زواج المتعة""وترك صلاة الجمعة)، فإنه في المقابل، لم تستطع بعض الأسماء التفريق بين التجربة السياسية للخميني، وحمولته العقائدية، وانتهوا بالقول بمذهب الشيعة وعقائدهم.

    الكتاب المغاربة ونقد التشيع:

    قليلة هي الأدبيات المغربية التي تعرضت بالنقد والنقض للأدبيات الشيعية، ولا نجد من ضمنها أدبيات محسوبة للحركات الإسلامية البارزة، وفي مقدمتها العدل والإحسان أو التوحيد والإصلاح، ويبقى كل ما هو مسطر، صادراً عن أقلام محسوبة على التيار السلفي الوهابي، ويتقدمها المدعو الزبير دحان أبو سلمان، مؤلف كتاب "ضحايا النشاط الشيعي" و"زواج المتعة في الفقه الشيعي الإمامي"، وهي مؤلفات تجمع ما بين النقد والقذف في آن، حيث نبرة الخطاب السلفي المتشدد.

    ويبقى أهم مبحث صدر عن قلم مغربي يفند من خلاله الأطروحات الشيعية كتاب "الأصول الجعفرية الشيعية والاجتهاد المؤطر بالأسطورة" لصاحبه الدكتور محمد عمراني حنشي، (صدر في صيف 2002، 115 صفحة عن مطابع طوب بريس) حيث تحدث المؤلف في مقدمة الكتاب "الصعوبات الإجرائية التي تكتنف كل عمل حفري تاريخي، من جهة الرصد والتتبع الحثيث لمثل هذه الظواهر السياسية والعقائدية المعقدة"، منبها إلى محاذير الوقوع في "شرك الاختزال المخل، أو الأحكام المتحيزة المسبقة، أو التنميط السطحي المشوه، أو التصنيف الاعتباطي الأهوائي المؤدلج"، والحال أن مثل هذا البناء النظري الصلب في التعامل مع ظاهرة التشيع في الإسلام، ظل بعيد المنال على الدارسين لسببين منهجين رئيسيين:

    · عدم أخذهم في الحسبان بأهم ملمحين في الرسالة الإسلامية الجديدة، وهما "العالمية" و"الخاتمية" كمفتاحين مفهومين محوريين ناسخين لكل "محلية" أو "خصوصية" في الشرائع قبلها، وبالتالي عدم انتباههم لما في ظاهرة التشيع، كما تطورت تاريخيا في الإسلام، من مصادمة ضدية نقيضة لمثل هذا التصور المنظوري العام.

    · إغفالهم للجانب الأسطوري الشعوبي القومي في "الظاهرة" وعدم قدرتهم على التعامل مع النصوص.

    الأهم في المبحث أن صاحبة اعتمد فقط على المراجع الشيعية لنقض هذه الأسس، دون الاستشهاد بأي مراجع سنية، ولذلك اعتبر عند الباحثين المتتبعين من أخطر ما صدر في نقض الأسس المذهبية للفكر الشيعي.

    ثالثاً: التمدد الرافضي في أرض الكنانة:

    خبير مصري: المد الإيراني الشيعي يهدد الأمن القومي العربي:

    في ظل الرغبة الإيرانية في مد النفوذ الشيعي ليشمل دول المنطقة، بعدما تسبب التدخل الإيراني في العراق في إراقة المزيد من الدماء خاصة دماء العرب السنة، خرجت تحذيرات من مصر من هذا المد الشيعي الإيراني لما يشكله من خطورة على الأمن القومي العربي.

    جاءت هذه التحذيرات خلال المؤتمر السنوي للمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط الذي بدأ أعماله اليوم في القاهرة، حيث حذر الدكتور محمد شفيق رئيس المركز من الامتداد والانتشار الإيراني في المنطقة، معتبرًا أنه يتم على حساب متطلبات الأمن القومي العربي.

    وقال شفيق في كلمة أمام المؤتمر: إن المد الإيراني ينقل منطقة الشرق الأوسط بأكملها في ظل المواجهة الإيرانية الأمريكية وكذلك الإسرائيلية إلى مستوى من التوتر وتهديد للاستقرار.

    وحذر رئيس المركز من أن إيران تسعى لامتلاك أدوات تحقق لها مصالحها في المنطقة موضحًا أن دور إيران تجاوز منطقة الخليج إلى منطقة الشرق الأوسط، وأصبح لها تأثير في العراق ولبنان وفلسطين مما أتاح لها الكثير من أوراق المساومة في إطار تعاونها مع القوى الدولية بخصوص ملفاتها الذاتية، الأمر الذي جعل دور بعض الدول العربية المحورية يتراجع فضلا عما يمثله صعود النفوذ الإيراني من تهديد لأمن المنطقة العربية، بالنظر لما أدى إليه تدخلها في العراق ولبنان من نتائج.

    وأكد شفيق أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التوتر وأنه إذا كانت سياسة الولايات المتحدة قد هيأت الأرضية فإن مجمل الحركة الإيرانية التي استفادت من ذلك تواصل السعي لامتلاك مزيد من أدوات السيطرة في إطار معركتها المقبلة مع واشنطن وتل أبيب بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الكويتية (كونا).

    وفي نفس هذا السياق، قال نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية الدكتور محمد إبراهيم شاكر: (إننا مقبلون على مفترق طريق مهم في القضية الإيرانية الشائكة، مشيرًا إلى أن إخفاء إيران لأنشطة تخصيب اليورانيوم لفترة طويلة أثار المخاوف لدى الدول الغربية من أن إخفاء هذه الأنشطة يؤكد أن النوايا الإيرانية ليست سلمية).

    واعتبر شاكر أن التصعيد الأخير بالنسبة للعراق بإرسال قوات أمريكية جديدة أكثر من 20 ألفًا مع إرسال حاملة طائرات وصواريخ باتريوت مؤشر لتصعيد الحملة ضد إيران، وشدد على ضرورة وجود موقف عربي موحد عند بحث المشروع النووي الإيراني بما يحافظ على الحقوق العربية مستقبلاً في حالة الاستثمار في توليد الطاقة النووية من أجل الأغراض السلمية.

    وطالب شاكر إيران بضرورة التصديق على البروتوكول الإضافي للمعاهدة الدولية لمنع الانتشار النووي والالتزام بتعهداتها في اتفاقية الضمانات الموقعة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

    رئيس جامعة الأزهر يستنكر محاولات نشر التشيع بمصر:

    استنكر الدكتور أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر، محاولات البعض نشر "التشيع" بين المصريين، والتهجم على المذهب السني والدعوة لاتباع منهج الشيعة.

    وذكرت صحيفة (الحياة) اللندنية، نقلاً عن الدكتور الطيب أن هناك كتبًا شيعية توزع في مصر، وقام بتأليفها كبار رموز الشيعة ويطعنون فيها في عدالة الصحابة رضي الله عنهم، مؤكدًا أن تلك الكتب تأتي من خارج مصر، داعيًا الشيعة إلى التبرؤ من كل ما يسيء إلى خلفاء رسول الله وزوجته الطاهرة، السيدة (عائشة)، رضي الله عنها.

    يذكر أن قطر تستضيف حاليًا مؤتمرًا للتقريب بين السنة والشيعة، وقد شهد المؤتمر رؤى واقعية ومنطقية لكبار العلماء السنة، الذين تمحورت أطروحاتهم على ضرورة تنقيح الفكر الشيعي من التهجم على الصحابة والنيل من أم المؤمنين السيدة عائشة، وكان الدكتور يوسف القرضاوي من أبرز المشاركين، الذين وجهوا انتقادات لإيران، محملاً إياها مسئولية تردي الأوضاع في العراق، ومحاولات تأجيج الصراع الطائفي بين مواطنيه، وذلك لإحكام سيطرتها على العراق، كنقطة انطلاق نحو نشر فكرة التشيع بين دول المنطقة.

    وفي إطار متصل، أثار الأستاذ في كلية الشريعة في جامعة قطر الدكتور حامد عبد العزيز المروني قضية "وضع السنة" في إيران، خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر القطري للتقريب والحوار بين المذاهب، حيث أشار إلى ضعف تمثيلهم في مجلس الشورى، وقال: إنه لا يوجد وزير سني في إيران رغم أن عدد السنة يبلغ 20 مليون نسمة من بين 75 مليون إيراني بحسب تقديره.

    لاختراق المؤسسة الأزهرية السنية .. إيران تطلب من الأزهر إنشاء فرع له بطهران:

    كشفت مصادر صحفية مصرية نقلاً عن مصادر مقربة من مشيخة الأزهر أن السفارة الإيرانية بالقاهرة طلبت من شيخ الأزهر إنشاء فرع لجامعة الأزهر بإيران لدعم ما يُسمى التقريب بين مذهبي السنة والشيعة، وتحقيق التبادل العلمي بين الأزهر والحوزة العلمية في طهران، يأتي ذلك في إطار الجهود المتلاحقة لنشر المذهب الشيعي في مصر التي نعتها بعض المراجع الشيعية (بالمستعصية على التيار الشيعي الإثنى عشري).

    ونقلت صحيفة "المصريون" عن المستشار الثقافي الجديد للسفارة الإيرانية بالقاهرة "محمد زماني" قوله: (إن جامعة الأزهر تمتاز بالتوسط والاعتدال، وإن إيران تؤمن برسالة الأزهر في نشر الوسطية، ومن هنا يجب أن يمتد الأزهر ليشمل كل العالم الإسلامي، ولذلك اقترحنا أن يكون لجامعة الأزهر فرع بإيران، بحيث يتم تدريس المناهج الأزهرية عن طريق أساتذة الأزهر أنفٍٍالتمدد الرافضي الايراني  في مختلف الاتجاهات  Icon_arrow.

    ودعا زماني خلال لقائه شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي إلى تحقيق تبادل علمي من خلال إرسال علماء أزهريين لإلقاء محاضرات بالجامعات الإيرانية، على أن يقوم علماء إيرانيون بإلقاء محاضرات في جامعة الأزهر.

    وفي السياق ذاته، اقترح أن يتوجه عددٌ من علماء الأزهر المتخصصين في الفقه وعلوم القرآن من الأزهر الشريف لتدريس علم أهل السنة من أجل دعم ما وصفه بالتقريب بين المذاهب الإسلامية.

    وأعرب عن استعداد إيران لتطبيق خطة الدراسة الأزهرية في بعض المدارس الإيرانية، لمعادلتها بالشهادة الأزهرية، زاعمًا أنه أسس قسمًا لتدريس المذهب السني في الجامعة الإسلامية الإيرانية، تخرج منه دعاة من أهل السنة يؤدون واجبهم الديني فوق المنابر.

    من ناحيته، رحب شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي باقتراحات زماني، خاصة فيما يتعلق بمسألة تبادل الكتب العلمية والعلماء.

    واعتبر طنطاوي أن ذلك التبادل يثري الفكر، قائلاً: (كل ما عندنا سنقدمه لكم، ونرحب بأي ملاحظات على ما يقدم بكل صدق وتفتح عقلي).

    وقال شيخ الأزهر إنه يرحب بأن يدرس طلاب إيرانيون بجامعة الأزهر بشرط معادلة شهاداتهم بشهادة الثانوية الأزهرية، مشيرًا إلى أن رسالة الأزهر عالمية وتستهدف تخريج طلاب يتمتعون بعقلية متفتحة ملمة بالمذاهب المختلفة وتراعي الاختلافات دون تعصب، وفق قوله.

    يشار إلى أن اقتراحات زماني تأتي عقب تعيينه مستشارًا ثقافيًا للسفارة الإيرانية بالقاهرة، وكان زماني قد عمل مستشارًا لما يسمى "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية"، ويُقدَّم على أنه أحد المهتمين بتدريس علم "أهل السنة" بإيران، وعلى أنه عمل لمدة (15) عامًا كرئيس لبعثة الحج لشئون أهل السنة الإيرانيين، على حد ما أوردت "المصريون".

    الجدير بالذكر أن أهل السنة في إيران يعانون أشد المعاناة، ولا يسمح لهم بإقامة المساجد ولا بممارسة شعائرهم الدينية، ويضيق عليهم بشدة، في الوقت الذي تسعى فيه إيران إلى تصدير الثورة الخمينية والعقيدة الشيعية إلى بلاد أهل السنة وعلى رأسها مصر عن طريق تلك الأكذوبة التي تسمى التقريب بين المذاهب، والتي اقترب منها كثير من علماء أهل السنة وأكدوا بعد أن خبروا حقيقة هذه الكذبة أن الأمر لا يدور إلا في نطاق تقريب أهل السنة من الشيعة وليس العكس، ولذلك فقد فطن لهذه الخدعة كثيرون من علماء أهل السنة ممن كانوا يدعمونها أولاً، فعادوا يحذرون منها بعد أن خبروا حقيقتها.

    تتبناها السفارة الإيرانية... مساع للتقريب بين الصوفية والشيعة في مصر:

    كشف الدكتور محمد حسن زماني المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية بالقاهرة عن رغبة السفارة الإيرانية في تحقيق تقارب بين الصوفية والشيعة في إيران، وقال أن هناك تشابها كبيرا بين الطرق الصوفية والشيعية وان التواصل سيحقق نوعا من التقارب المأمول بين المذاهب الإسلامية، وكان زماني قد شارك في الاحتفال بمولد الإمام عبد الله الحسيني بمشيخة الطريقة العزمية وأكد أنه تم الاتفاق مع الشيخ الحجازي شيخ الطريقة القادرية، وأحمد الحافظ التجاني شيخ الطريقة التجانية على تعرفهم بمشايخ الطرق المتشابهة معهم في إيران الشهر القادم، وأشار إلى أن الاحتفال بمولد الإمام الحسين يعتبر حفاظاً على رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر أن رسول الله قال: { الحسين مني وأنا من الحسين }.

    من جانبه انتقد عبد الحليم العزمي الحسيني المتحدث باسم الطريقة العزمية الدول العربية لعدم احتفالها بمرور عام على ذكرى انتصار حزب الله على إسرائيل متسائلاً هل حزب الله ليس من هذه الأزمة؟

    وأكد أن ال

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 3:28 pm