أين نحن من التمدد الإيراني؟

سياسة النظام الإيراني تقوم على عدة محاور من أهمها العمل المكثف على نشر مذهب التشيع والرفض في المنطقة .. وحماية ودعم كل نشاط شيعي رافضي في المنطقة.

فبعد أن ظهر تقرير الاستخبارات الأمريكية حول الملف النووي الإيراني وخَلُصَ إلى مجموعة من النتائج من أهمها أن إيران كانت بالفعل تمتلك برنامجًا لإنتاج السلاح النووي، وأنها أوقفت هذا البرنامج منذ عام 2003، وأنها الآن تعمل في مجال الطاقة النووية السلمية، وأنها ربما تستعيد قوتها النووية العسكرية لكن ليس قبل 2010 إلى 2015 توقع العديد من المحلليين أن ثمت صفقات قد تتم في المرحلة القادمة بين أمريكا وإيران لبسط النفوذ في المنطقة بما يحقق أهداف أمريكا الاستراتيجية.

فأمريكا تريد استخدام إيران كأداة تفتت بها دول المنطقة، فتجعل المجتمع الواحد مجتمعات، مع عدم إغفال أمريكا أن إيران قد تضخمت قوتها العسكرية وتضخم نفوذها في المنطقة .. فهي لم تعد مجرد عميل يمكن تأديبه، أو ضربه بسهولة.

وأهم ما تريد إيران من هذا التقارب العربي الإيراني أن يُسمح لها بنشر دينهم ومذهبهم، أو على الأقل أن لا يواجهوا أي معارضة، أو مصادرة لنشاطاتهم التشييعية الرافضية في المجتمعات العربية من قبل السلطات.

فإن أُعطوا هذا الجانب ، وهو أمر مستبعد ، .. وسُمح لهم بأن ينشطوا لدينهم ومذهبهم الرافضي .. فهذا -مرحليًا- يكفيهم .. ويُعد بالنسبة لهم فتحًا؛ لعلمهم أن تشييع المنطقة هي الخطوة الأساس والأهم نحو بسط أي نفوذ سياسي أو اقتصادي أو عسكري لاحق!

والمتأمل للنشاط الشيعي في المنطقة يجده كل فترة يطل بوجه القبيح فنظرة عاجلة إلى أحوال المنطقة نجد:

لبنان:

اختلاط للأوراق ونفوذ حزب الله، وما يقوم به من انقلابات وقنوات تفاوض مع إسرائيل، رغم التصريحات العنترية التي يطلقها "حسن نصر الله" بين الحين والآخر، وفي خضم تلك التصريحات قد يضيع الحق ويُغيب كثير من المسلمين.

العراق:

إيران تطمع بشكل أو بآخر بالعراق، وتظن أن العراق أصبح جزءًا لايتجزء منها، وهذا مادفع حسين شريعتمداري -رئيس تحرير صحيفة «كيهان» الإيرانية ومستشار المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي- في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية إلى القول "إن تقييمنا هو إن الولايات المتحدة لن تهاجم إيران، ليس بسبب الرئيس الأميركي جورج بوش بل لأنه ما زال هناك في الولايات المتحدة بعض العقلاء الذين سيمنعون بوش من الإقدام على ذلك".

السعودية:

دعوة العاهل السعودي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للحج هذا العام، الدعوة التي وصفها مراقبون إيرانيون "بأنها دعوة أخ لأخيه، ولابد من تلبيتها"، فيما يتوقع متابعون للشأن العربي الإيراني، بأنها يمكن أن تكون سببًا قويًا في تطبيع العلاقات بين البلدين، بعد أن بلغ التوتر بين الجانبين ذروته في العام 1987، عندما سيّر الحجاج الإيرانيون عدة تظاهرات وقلاقل في الحرم المكي، تسبب على إثرها مقتل عشرات الحجاج الإيرانيين، ووقوع جرحى من حجاج الدول العربية والإسلامية ..

مصر:

تناقلت الوكالات منذ ما يقارب العام خبر إعادة فتح دار التقريب في القاهرة -كانت توقفت هذه الدار سنة 1392 هـ- وإعادة إصدار مجلة رسالة الإسلام، وذلك عقب زيارة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي للقاهرة.

ثم وجدنا بعد ذلك وقبله طباعة كتب شيعية وبعضها على نفقة وزارة الأوقاف المصرية كالذي وزع مجانًا مع جريدة القاهرة.

ثم وجدنا مئات الآلاف من المنشورات التابعة لمراكز شيعية في القاهرة توزع في معرض الكتاب السابق بواسطة دور نشر لبنانية وإيرانية -وقد وقع في يدي العديد منها-، بالإضافة إلى كتب تباع بسعر زهيد أقرب إلى المجانية.

وتأمل التصريحات الأخيرة لـ علي لاريجاني -مستشار المرشد الأعلى للثورة في إيران- في القاهرة إلى عدم استعجال إعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران.

جزر القمر:

حذر 60 عالما من علماء السنة في جزر القمر، يوم الخميس 22 محرم 1428هـ، ممن يسعون لنشر التشيع في البلاد ، مطالبين الرئيس أحمد عبد الله سامبي بحماية الشعائر السنية.

وقال العلماء الذين تجمعوا في مدرسة قرآنية في موروني -وعلى رأسهم رئيس القضاة سعيد محمد جيلاني: "إنه يجب طرد الأجانب الذين يساعدون على نشر التشيع في جزر القمر". مشيرًا إلى أن "نشر التشيع هو شيء سيئ في مجتمع جزر القمر".

وقال جيلاني: إن "ثلاثين شابًا وصبية يتابعون دورات تأهيل في إفريقيا وبعضهم موجود في إيران ويخضعون لدورات تأهيل بهدف العودة ونشر المذهب الشيعي في جزر القمر" .

وندد جيلاني بالذين يريدون "تغيير القرآن بما في ذلك إضافة سور قرآنية جديدة". وفي الختام طالب العلماء السنة أيضًا بإقفال المنازل التي يتم فيها تدريس المناهج الشيعية، وطالبوا الرئيس أحمد عبد الله سامبي بحماية الشعائر السنية.

يذكر أن رئيس جمهورية جزر القمر الإسلامية عبد الله سامبي يتهم بأنه ذو ميول شيعية؛ حيث إنه يلقب "آية الله" بسبب تلقيه تعليمه في إيران.

ليبيا وجيبوتي:

غادر طهران النائب الأول لرئيس الجمهورية برويز داوودي متوجهًا إلي العاصمة الليبية، طرابلس، على رأس وفد رفيع المستوي.

وقال داوودي قبيل مغادرته طهران إن الهدف من هذه الزيارة تعزيز التعاون بين إيران وكل من ليبيا وجيبوتي، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

... وغير ذلك من الدول فالشيعة الإثنا عشرية يتواجدون بنسبة كبيرة في إيران والعراق وأذربيجان والبحرين، وبنسبة مهمة في كل من الكويت ولبنان وفي مسقط والباطنية في سلطنة عمان، وبعض دول الخليج العربي وباكستان وأفغانستان والهند وفي دول آسيا الوسطى.

ويتواجد الشيعة الإسماعيلية بالهند وبعض المناطق بنسب قليلة جدًا، أما الشيعة الزيدية فيتركز وجودهم في اليمن.

فالشاهد من هذا الأمر أننا نوجه رسالة إلى الدعاة والمربين وغيرهم من أهل العلم والصلاح أن يهتموا بإصلاح عقائد المسلمين وأن يعوا أن الفترة الماضية وإن قد ترك الحديث لبعضهم بوضوح عن القضية قبل ذلك فقد لا يسمح لهم في المستقبل، فإننا نعلم أن تعامل الأنظمة مع إيران إنما هو من منظور سياسي مصلحي وحسب.

فما أمس شباب الإسلام اليوم إلى من يوجههم لمعرفة حقيقة هذه الفرقة الضالة إذ قد أطل الرفض على كل بلد من بلاد الإسلام، فليكن طرحنا إيجابيًا ..

فالكل أعداء، اليهود والرافضة وأمريكا، كلهم أعداء لا شك في عداوتهم، وإنما نخشى عندما تأتي الفتنة أن لا يوضع للناس إلا خياران: إما مع أمريكا أو مع إيران!

ونحنُ نعوذُ بالله أن نكون مع هؤلاء أو هؤلاء، كلهم أعداء الله، ولكن من يعي وكيف نوصل القضية للأمة فهذا دورنا ....

فيا دعاة الأمة وأصحاب الكلمات لمَ نتناسى بيان هذا الخطر المحدق ببلادنا، والكثير منا لا همَّ له إلا وَعْظ الناس وإبكاءهم؟ لماذا تناسينا إيضاح عقيدة أهل السنة وتربية الناس عليها؟

أما دعاة التقريب والمخدعون بالشيعة: فهؤلاء حجر عثرة أمام تنبيه الناس لخطر المد الشيعي في المنطقة، وهم يظنون أنهم الحكماء والعقلاء دون غيرهم، فراحوا ليروجوا لإيران وأذنابها، ويُلَبِّسوا على الناس بل وقف أحد قادتهم "فتحي يكن" بلبنان في صف الشيعة ضد إخوانه من أهل السنة، وذهب ليضع يده في يد حلفاء النظام السوري الذي أذاقهم الويلات.

فنقول لهؤلاء: "هذا شأن الفتن إذا أقبلت لا يعرفها إلا العقلاء، وإذا أدبرت عرفها كل الناس"، ألا نتعظ من دروس الماضي ألا تزالوان مغيبون فإلى متى؟!

نسأل الله -تعالى- أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن