إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن من بعدي

إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن من بعدي



استدل
بهذا الحديث الشيعة على أن الولاية بعد النبي صلى الله عليه وسلم كانت من
حق عل يرضي الله عنه، وأن الصحابة رضي الله عنهم اغتصبوا هذا الحق من علي
رضي الله عنه. فهل هذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
هذا حديث أخرجه: النسائي في الكبرى(ح:8420،8090) والترمذي(ح:2712)،وأحمد(ح:19928)، والحاكم في المستدرك(119/3) .
أخرجوه
جميعا من طريق جعفر بن سليمان الضبعي عن يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله
عن عمران بن حصين في قصة ذكرها وفي آخرها قال:"إن عليا مني وأنا منه، وهو
ولي كل مؤمن من بعدي". جعفر بن سليمان شيعي متكلم فيه، وقال أحمد:"كان
يتشيع، وكان يحدث بأحاديث في فضل علي، وأهل البصرة يغلون في علي"(تهذيب
التهذيب 306/1 _307)، وهذا الحديث من الأحاديث التي رواها في فضل علي رضي
الله عنه. وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في جملة ما ينكر على جعفر بن سليمان
من الأحاديث(الكامل 568/2_569) . وقد تابعه أجلح الكندي عن عبد الله بن
بريدة عن أبيه بلفظ: (لاتقع في علي فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي،
وإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي) أخرجه أحمد(ح:23012)، لكن أجلح أيضا
شيعي متكلم فيه (التهذيب: 98/1)، وقد رويا مايشيِّد بدعتهما ، مما يستدعي
رد حديثهما هذا: فهو حديث غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق
يوثق به، بل قال شيخ الإسلام:"..وكذلك قولهوهو ولي كل مؤمن بعدي)، كذب
على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو في حياته وبعد مماته ولي كل
مؤمن، وكل مؤمن وليه في المحيا والممات، فالولاية التي هي ضد العداوة لا
تختص بزمان، وأمّا الولاية التي هي الإمارة فيقال فيها:" والي كلمؤمن
بعدي"، كما يقال في صلاة الجنازة: إذا اجتمع الولي والوالي قدم الوالي في
قول الأكثر ، وقيل يقدم الولي، فقول القائل علي ولي كل مؤمن بعدي)، كلام
يمتنع نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه إن أراد الموالاة لم يحتج
أن يقولبعدي) ، وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقول :"والي على كل
مؤمن"(منهاج السنة 392/391/7)، وكذلك حقق المباركفوري أن زيادة"بعدي" ليست
بمحفوظة(تحفة الأحوذي 212/10_213)
ويشهد لجملةإن عليا مني وأنا منه)
ماأخرجه البخاري (ح:4251)، عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنهأنت مني وأنا منك)، ولكن ذلك ليس
من خصائصه رضي الله عنه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"إن قوله لعليأنت
مني وأنا منك) ليس من خصائصه، بل قال ذلك للأشعريين، وقاله لجليبيب، وإذا
لم يكن من خصائصه بل قد شاركه ذلك غيره، من هو دون الخلفاء الثلاثة في
الأفضلية، لم يكن دالا على الأفضلية، ولاعلى الإمامة" منهاج السنة 30/5.
يشير
شيخ الإسلا لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الأشعريين إذا ارملوا في
الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ماكان عندهم في ثوب واحد ثم
اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم"(متفق عليه).
وقوله صلى الله عليه وسلم في جليبيب رضي الله عنه:" هذا مني وأنا منه، هذا
مني وأنا منه"(رواه مسلم)




الأستاذ محمد أبو الفتح
من جريدة السبيل المغربية العدد 51